ليس مزايدة على حزب العدالة والتنمية الحاكم أن نقول إن الخيوط التي تربطه بالجماعات الإرهابية قوية ولكن اعترافا بحقيقة لم يرد الحزب التخلص منها، لأن عبد الإله بنكيران عندما كان يهدد بعودة الربيع العربي لم يكن يقصد خروج الشباب إلى الشوارع وهو مألوف لدى المغاربة، ولكن كان يقصد الربيع برسم الجهاد، وقد يتساءل البعض عن الذي يمكن أن يجمع بنكيران بجماعات إرهابية، والجواب بسيط هو ما يجمع الكاتب السوري برهان غليون، الذي غادر سوريا بتهمة الإلحاد، بجبهة النصرة وداعش. وبعد تفكيك الخلية الإرهابية التي كانت تجند الشباب من أجل القتال في سوريا تراءت الأسئلة الكثيرة بخصوص علاقة العدالة والتنمية بالجماعات الإرهابية، والارتباط بها بخيط من الخيوط، وهناك مؤشرات على ذلك. المؤشر الأول يتعلق بمشاركة حركة التوحيد والإصلاح في مؤتمر النفير للجهاد بسوريا، والذي خطب فيه الرئيس المصري المعزول خطابا قال إن الجيش المصري والشعب المصري هم رهن إشارة الجيش الحر بسوريا، وأنه واجب على كل مسلم قتال الروافض والنصيرية، وخرج المؤتمر، الذي حج إليه كل شيوخ التكفير، بمجموعة من القرارات وعلى رأسها النفير إلى سوريا، وإرسال الشباب وتسليحهم للقتال في صفوف جبهة النصرة وداعش. المؤشر الثاني هو إرسال وفود من حزب العدالة والتنمية إلى سوريا، وقد دخل أبناء الحزب أكثر من مرة إلى هناك، وقضى وفد الأطباء بقيادة موظف بمجلس النواب أسبوعا كاملا في ضيافة جبهة النصرة، وذهب الوفد إلى قرية الأتارب في الحدود التركية التي لا يوجد فيها الجيش السوري ولا الجيش الحر، وبالتالي فهم كانوا في ضيافة تنظيم القاعدة. المؤشر الثالث هو الرعاية الكبيرة للجهاديين من طرف حزب العدالة والتنمية، فقد قال بنكيران إنه يجب أن يخرجوا من السجن ليعلموننا الدين والعقيدة، وضمن مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، العشرات من أجل الخروج في العفو، ويتولى عبد العالي حامي الدين، رئيس منتدى كرامة لحقوق الإنسان، كبر الدفاع عن معتقلي السلفية الجهادية والمطالبة بإطلاق سراحهم بدون قيد أو شرط. وتأكد اليوم بالملموس أن العديد ممن خرجوا من السجون سواء بعد انتهاء محكوميتهم أو شملهم العفو المضمون، يوجدون اليوم بسوريا، يقاتلون مع الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة وتمكنوا من تأسيس تنظيم خاص بهم يدعى شام الإسلام. المؤشر الرابع هو مشاركة حركة التوحيد والإصلاح في جميع المؤتمرات التي نظمها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والتي خرجت كلها بقرارات تطبق الآن في مصر وفي العديد من الدول. وعندما اعتبرت مصر جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية قام الحزب الإسلامي بإدانة هذا القرار، رغم أنه حزب حاكم وعليه أن يحترم قرارات الدول العربية. وعندما دعا إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إلى مراجعة أحكام الإرث شنت حركة التوحيد والإصلاح هجوما، كان هو المفتاح لفتوى التكفير التي أطلقها أبو النعيم وكذلك فتوى حركة التوحيد والجهاد. هل كل ذلك مصادفة؟ الصدفة لا تتكرر كثيرا وما يجري اليوم هو اتصال مباشر بالإرهاب من قبل الحزب الحاكم.