نشرت إحدى الصحافيات الجزائريات سيناريو مغامرة وهمية ادعت أنها عاشتها لمدة أربعة أيام في المغرب. وكتبت الصحافية التي تعمل في جريدة "النهار الجزائرية" التابعة للمخابرات الجزائرية، في تحقيق مشوه، عن قصة معاناتها مع الأمن المغربي بعدما قررت حسب ادعائها إنجاز تحقيق حول مجزرة تيبحيرين التي أدت إلى مقتل سبعة رهبان جزائريين وتورط فيها آنذاك الجيش الجزائري، مدعية أنها كانت في زيارة إلى مدينة ميدلت حيت يتواجد الناجي الوحيد من المجزرة، الذي يدعى حسب ادعاءات الصحافية، القس جون بيار شوماشر، مع أن الصحافة الجزائرية ظلت تتحدث عن شخص يدعى روبير فوكيز قدمته باعتباره الناجي الوحيد من المجزرة والذي لم يخرج من مدينة المدية التي لا يزال يعيش فيها حتى الآن. التحقيق المفبرك الذي قدمته الصحافية كشف عن جهل مطبق بخارطة المغرب، وهذه أول ملاحظة تؤكد أنها لم تطأ قدماها مدينة ميدلت، حيث قالت إن الحافلة التي أقلتها، خرجت من مدينة مراكش في اتجاه فاس ثم مكناس وخينفرة وصولا إلى ميدلت، وليس هناك حافلة في المغرب يمكن أن تتجه من مراكش إلى فاس والعودة إلى ميدلت، مما يؤكد أن من أعطاها هذه المعلومة يجهل بدوره خارطة المغرب، ثانيا لم تقل لنا الصحافية وهي تتحدث عن رحلة ابن بطوطة هذه، هل حصلت أولا على ترخيص من وزارة الاتصال لإنجاز المهمة التي جاءت من أجلها، ولا كيف وصلت إلى مدينة ميدلت، ومن كان يرافقها، لأن في مثل هذه الرحلات يحتاج أي صحفي حتى لو كان ابن البلد إلى دليل يمكن أن يساعده على الوصول إلى أين يريد، مما يدل على أن التحقيق وكل الهراء الذي جاءت به الصحافية نسجته من مكتبها حيث تعمل في حريدة "النهار"، وهذا بطبيعة الحال يدخل في سياق الحرب الإعلامية التي تقودها بعض وسائل الإعلام الجزائرية خاصة تلك التابعة للمخابرات الجزائرية. لقد عانت الجزائر كثيرا بعد أحداث كنيسة تيبحيرين وثبوت تورط الجيش الجزائري، حيث سبق أن شنت الجزائر حملة ضد المغرب، بعد خروج فيلم "رجال وآلهة" الذي أثبت براءة "الجيا" وتوريط الجيش الجزائري في العملية. ونظم الإعلام الجزائري حملة ضد مخرج الفيلم كزافيه بوفوا الذي لم يحصل على ترخيص إنجازه في الجزائر فاضطر إلى التنقل إلى المغرب، حيث فاز الفيلم بالجائزة الكبرى لمهرجان كان سنة 2009 وهو الأمر الذي أثار غضب السلطات الجزائرية وجعلها تشن الحرب على المغرب وعلى فرنسا. لقد جسدت الصحافية الجزائرية التي أنجزت تحقيقا وهميا بمدينة ميدلت عن تجذر عقدة المغرب لدى بعض الجهات في الجزائر، وأن هذه الجهات لا تستحيي في تلفيق التهم والأكاذيب حتى لو كانت مغلوطة، لكن غالبا ما يتم انكشاف هذه الأكاذيب التي تقوم على الادعاءات وعلى الصور المفبركة، والأشرطة المركبة، من أجل تشويه صورة المغرب، وتقديم الجزائر باعتبارها البلد الأكثر ديمقراطية في العالم