كشفت المخابرات الجزائرية عن علاقة حميمية جدا مع الصحفي المغربي توفيق بوعشرين الذي كان قد ارتكب خطأ مهنيا فادحا توجب معه أن يسارع إلى تقديم الاعتذارات ويطلب الصفح، واختارت المخابرات الجزائرية التي تعيش صراعا خفيا بين أركانها، أحد المواقع الجزائرية لرد الاعتبار لبوعشرين، بعدما أسماها كاتب المقال الذي فضل عدم الكشف عن اسمه كاملا، "ضجة إعلامية كبيرة". واستغل الموقع المذكور تلك الضجة التي أثارها بوعشرين والذي عاد بعد ذلك إلى البحث عن الأعذار والمبررات بعدما فشل في إثبات صدقية الخبر الذي نقله، لكي يهاجم المغرب وصحافته، بدعوى أن هذه الصحافة استغلت الخبر الذي نقله بوعشرين لكي تصطاد في المياه الآسنة، لكن الموقع الذي لا يعدو واحدا من تلك المواقع التي تمولها المخابرات، وتنفثها في سماء المغرب لنشر سمومها، لم يتحدث لنا عن سر هذا الحب الجارف الذي يكنه لبوعشرين. إن من يشعلون نار الفتنة، ويريدون صب مزيد من الزيت على تلك النار، هي هذه المواقع التي لا لون لها ولا طعم، بل فقط يافطات توظفها بعض الأطراف الجزائرية، وكان حريا بهذه المواقع أن تتحرى الحقيقة وتقف على ما حققه المغرب، قبل أن تدخل في متاهات لا قرار لها، وإلا ما معنى أن تنبري هذه المواقع إلى إثارة الموضوع بعد كل هذا الوقت، وبعدما اعترف بوعشرين نفسه بخطئه واعتذر عما بدر منه، وكيف لموقع متجرد أن يقدم معطيات مغلوطة، إلا إذا كانت هناك سوء نية مبيتة، وإرادة حقيقية لإشاعة الفوضى. لقد انبرى الموقع الذي نشر خبر بوعشرين إلى الحديث عن نظام سياسي يرفض التغيير ويحارب الرأي الحر ويضايق على الحريات، وهو تحريف وتزوير للحقيقة، لأن في كل دول العالم وحتى المتقدمة منها هناك خط أحمر، لابد من الوقوف عنده، خاصة حين يتعلق الأمر بأخبار غير مؤكدة، وتعتمد على الإشاعة بالدرجة الأولى، تماما كما حصل مع الخبر الذي نشره بوعشرين، وهو لا يدخل في باب المجتهد له أجر، لأن الأخبار الكاذبة تكون لها وقع الجريمة الكاملة، إذا تبعتها حالات من الفوضى والشغب الذي لن يستثني أحدا.