رفضت مصادر اتحادية ما أسمته ضربات تحت الحزام، يوجهها المرشحون لبعضهم البعض، وقالوا إن الاتحاد الاشتراكي ليس هو حزب الاستقلال، وأن هناك أصولا حزبية يجب احترامها، وقالت المصادر ذاتها إن هناك إجماعا على أن تتم الحملة وفق القواعد الاتحادية، وتفادي ما من شأنه السقوط في مستنقع السب والقذف ونشر غسيل الاتحاديين، موضحة أن المؤتمر التاسع يجب أن يشكل قطيعة مع ممارسات الماضي، ويكون رسالة لباقي القوى السياسية، ودعت المصادر ذاتها المرشحين الخمسة إلى تجاوز الخلافات الشخصية، والعمل على لم شمل الأسرة الاتحادية من خلال عرض برامج حقيقية تأخذ بعين الإعتبار الوضعية الراهنة التي يعيشها الحزب، حيث هناك إجماع على أن الحزب دخل فترة بيات شتوي طويل، وأن المؤتمر المقبل هو فرصته الوحيدة للاستيقاظ والعودة إلى نشاطه الطبيعي. وكانت حرب الكلمات استعرت بين المرشحين الأبرز لخلافة الراضي، حيث سبق للشكر أن وجه سهامه في اتجاه خصومه، حيث دعا إلى اتحاد جريء غير مهادن ولا ديبلوماسي، قبل أن يصعد هجوماته متهما خصمه الزيدي بالرعاع. ورغم رفض أحمد الزيدي الرد على تصريحات منافسه ادريس لشكر التي وصفه فيها ب"الرعاع"، فإنه استغرب هذا النوع من التصريحات التي قال الزيدي إنها لا تخدم المسار الإصلاحي للحزب، وذهب الزيدي إلى التأكيد على أن هذه التصريحات تسيئ إلى العائلة الاتحادية وإلى أسرة اليسار، مشددا على أنه لا يمكن بناء مستقبل سياسي بمثل هذه التصريحات. ووصف الزيدي في تصريح ل"النهار المغربية"، كلام لشكر بالغير المسؤول، خصوصا، يضيف الزيدي، أنه لم يسم أحدا في اللقاء الصحافي الذي عقده يوم الثلاثاء الماضي، وقدم خلاله مشروعه السياسي الذي أطلق عليه "تعاقد من أجل الإصلاح"، موضحا أنه نأى بنفسه عن الدخول في مثل هذه الصراعات الشخصية، وحاول السمو بالنقاش السياسي حفاظا على تاريخ الحزب ونضاله الذي دام لعقود، موضحا أنه رفض خلال اللقاء الصحافي نفسه الدخول في صراعات شخصية مع منافسيه، أو النيل من أي منهم لأن المهم في نهاية المطاف هو تحقيق الإجماع حول الحزب الذي يوجد اليوم في مفترق الطرق، ويحتاج إلى قيادة قوية وجدية لانتشاله من الوضعية الراهنة. وجدد الزيدي التأكيد على أن الهدف في نهاية المطاف هو الوصول إلى مؤتمر نظيف يتسم بالمسؤولية والحوار الديمقراطي وأن يكون النقاش حول البرامج والأفكار وتترفع عن الخوض في الأمور الشخصية، مشددا على أن مطلب كافة الاتحاديين اليوم هو إعادة المصداقية للخطاب السياسي على أساس مقارعة الأفكار بالأفكار وتفادي ما من شأنه أن يخدش حياء الاتحاديين، وأضاف الزيدي أن الرد المناسب على كلام لشكر سيكون خلال المؤتمر التاسع وعبر صناديق الاقتراع، مجددا التأكيد على أن هناك اليوم إجماع على توحيد العائلة، لمواجهة من أسماهم المحافظون الذين يقودون البلاد إلى منزلقات خطيرة. من جهة أخرى، أثار رد فعل ادريس لشكر ردود أفعال متباينة داخل أوساط الاتحاديين، وقال مصدر حزبي فضل عدم الكشف عن هويته، إن سمعة الاتحاد وتاريخه النضالي أكبر من الدخول في هذا المستنقع الذي ستكون له انعكاسات سلبية على العمل السياسي برمته، مشددين على أن الاتحاد الاشتراكي هو حزب مناضل قبل كل شيء، ولابد أن يحافظ على هذا الرصيد النضالي والشعبي. إلى ذلك توقع مصادر اتحادية أن تتحول المناظرة التلفزيونية المبرمجة على القناة الثانية يوم الأربعاء المقبل إلى فضاء لنشر غسيل الإتحاد، وقالت المصادر إن الحزب يملك فرصة تاريخية لإعادة الإعتبار لتاريخه السياسي شريطة أن تكون المناضرة فضاء لمقارعة الأفكار وليس تصفية الحسابات لأهداف انتخابية صرفة. وطالب عدد من الاتحاديين استثمار الفترة التي تفصل عن تاريخ المؤتمر في تقديم أفكار جديدة يمكن أن تحقق نوعا من المصداقية للمؤتمر التاسع، موضحة أن تصريحات لشكر لم تسيئ فقط لأحد المرشحين ولكنها إساءة لكافة العائلة الاتحادية، ودعت المصادر ذاتها إلى تفادي استعمال عبارات لا تليق بالاتحاد ومرشحيه، مؤكدين أن الهم الأساسي لا يجب أن يكون هو الكراسي، ولكن أن يكون الهم الأول هو توحيد الصفوف وإعادة الاعتبار للفعل السياسي من خلال برامج واضحة وقابلة للتنفيذ.