شن حميد شباط المرشح للأمانة العامة لحزب الاستقلال هجوما لاذعا على عائلة الفاسي، وشبهها بأنظمة الحكم الديكتاتورية التي سقطت على إثر الربيع العربي، وقال شباط في لقاء صحافي عقده أمس الجمعة بالرباط، إن الاستقلاليين سيقتحمون باب الأحد كما اقتحم الثوار باب العزيزية في إشارة إلى نهاية نظام معمر القذافي في ليبيا، معلنا نهاية عهد وبداية عهد جديد شعاره التغيير وإعادة الكرامة "لوليدات الحزب"، وقدم شباط الذي كان مدعوما بعدد من الاستقلاليين خاصة من الشبيبة ونقابة الاتحاد العام للشغالين، نفسه أمينا عاما للحزب، وقال إن مسألة فوزه بات أمرا محسوما. ودخلت معركة الأمانة العامة لحزب الاستقلال أمس الجمعة مرحلتها الحاسمة بتنظيم عشائين من طرف كل من حميد شباط وعبد الواحد الفاسي، وقالت مصادر استقلالية إن كل مرشح جمع حوله أعضاء من المجلس الوطني، موضحا أن مأذبتي العشاء حضرها من لهم الحق في التصويت وذلك قصد الوقوف على حجم الدعم الذي يتوفر عليه كل طرف، وقالت المصادر ذاتها إن الاستقليين عاشوا فيلما حقيقيا خلال الأسبوع الحالي في انتظار ما وصفته المصادر بالتعليمات، موضحة أن كثيرا من أعضاء المجلس الوطني لم يحسموا خيارهم حتى الآن، موضحة أن عبد الواحد الفاسي بعث رسائل قصيرة إلى جميع أعضاء المجلس الوطني يحثهم فيها على التصويت لمرشح الحزب، وفق ما أكدته المصادر ذاتها. وقال شباط في لقاء صحافي إن حزب الاستقلال يعيش نهاية مرحلة عرفت استحواذ عائلة الفاسي على الحزب، الذي تحول بفضل هذه العائلة إلى مقاولة مفتوحة، وأكد شباط أن ما يجمع هذه العائلة هي المنفعة الخاصة، موضحا أن بعض الأفراد كانوا يتحكمون في رقاب آلاف الاستقلاليين، معلنا في الوقت نفسه انتهاء زمن العبودية، وأكد شباط أنه يحمل مشروعا للتغيير، وأن زمن التوريث انتهى بنهاية عهد الأنظمة الشمولية، مشددا على أن الملكية هي صمام الأمان لهذا البلد، وأنها هي ما منع عائلة الفاسي من جز رقاب معارضيهم، مشيرا إلى أن حلفاءه توصلوا برسائل تهددهم بالتصفية الجسدية، واتهم شباط عائلة الفاسي بخلق دولة وسط الدولة، شعارها (العائلة – المحسوبية – الزبونية)، وأكد شباط حصوله على دعم أكثر من 80 في المائة من أعضاء المجلس الوطني، داعيا غريمه إلى الاعتراف بهزيمته، وقال إن عددا من العائلات الشرعية بحزب الاستقلال أعلنت دعمه ويتعلق الأمر بكل من بوعمر تغوان وياسمينة بادو وتوفيق احجيرة وكريم غلاب. إلى ذلك، قال شباط إن ممتلكات الحزب مسجلة كلها في اسم علال الفاسي، وأن أول عمل سيقوم به بعد صعوده أمينا عاما هو استعادة ممتلكات حزب الاستقلال بما فيها مقر الحزب بباب الأحد، وأضاف أنه يمثل مشروع التغيير، وسيمنح الاستقلاليين فرصة حكم أنفسهم بأنفسهم، بعدما كانت جماعة من المتسلطين تفرض قراراتها على الاستقلاليين، موضحا أن هناك طرفين في الصراع عائلة الفاسي من جهة وعائلة الاستقلاليين التي بدأت تشعر بقيمة الحراك الاجتماعي الذي عرفه المغرب، مشددا على أن التنافس على الأمانة العامة لن يقوض دعائم الحزب، ولن يؤثر في ثوابته ومرجعيته، وأنه سيعمل لجمع شمل العائلة الاستقلالية، موضحا أنه سيعمل بمبدإ التفويض بدل سياسة الترهيب التي ظلت تنهجها عائلة الفاسي، وتحكم من خلالها الحزب والمغرب، كما وعد برد الاعتبار لمجلس الرئاسة الذي همشه عباس الفاسي طيلة 14 سنة، وقال إن عهد السيبة انتهى والحكم اليوم للقاعدة، التي عليها تدبير شؤونها بنفسها. في سياق آخر، أفادت مصادر متطابقة أن اجتماعا عقد أول أمس الخميس بالدارالبيضاء نظمته لجنة التنسيق الوطني لدعم عبد الواحد الفاسي، وقالت المصادر إن الاجتماع الذي ناقش الترتيبات الأخيرة قبل انعقاد المجلس الوطني، جمع مجموعة من القيادات الحزبية من بينها لطيفة بناني سميرس الرئيسة السابقة للفريق البرلماني والوزيران عبد اللطيف معزوز ونزار البركة، وقال المصادر إن الاجتماع ناقش نتائج الحملة التي نظمها عبد الواحد الفاسي، وخلال هذا الاجتماع أكد الفاسي أن طريقته لا تشبه طريقة الآخرين في إشارة إلى حميد شباط. كواليس اللقاء الصحافي اتهم شباط خصومه بتهديد أتباعه بالتصفية الجسدية، وقال إن بعض الذين حضروا لقاءه الجماهيري بقاعة ابن ياسين تلقوا تهديدات بالقتل. قال مرشح الأمانة العامة إن أكثر من 99 في المائة يساندون ترشيحه وأكد أنهم مع مشروع التغيير نفى شباط أن يكون صرف في تجمع قاعة ابن ياسين 450 مليونا وقال إن الأقليم تكلفت بتنقل أعضائها اتهم شباط عباس الفاسي ومن معه بإخفاء الأرقام المتعلقة بمالية الحزب، وقال إن أعضاء اللجنة التنفيذية لا يعرفون كم كلف المؤتمر الأخير للحزب. قال شباط إن عباس الفاسي استنجد بنقابة الاتحاد العام للشغالين لمواجهة ما أسمه نكبة البام، واعتبر أن نقابته هي بمثابة صمام الأمان لحزب الميزان.