أعلنت أربع دول عربية، هي السعودية والإمارات ومصر والبحرين، الحرب على الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعد أن اتخذت قراراً بتصنيف عشرات الأشخاص ممن لهم صلات مشتبه فيها مع قطر بأنهم إرهابيون وعلى رأسهم يوس القرضاوي، رئيس الاتحاد الذي يوجد مقره في قطر. وبعد أيام فقط من قطع هذه الدول علاقاتها مع الدوحة بعدما اتهمتها بدعم الإرهاب، أعلنت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن 59 شخصاً بينهم الزعيم الروحي لجماعة "الإخوان المسلمين" يوسف القرضاوي و12 كياناً منها مؤسسات تمولها قطر على لوائح الإرهاب لديها. وأعتبر مراقبون أن هذه الخطوة من شأنها خلق شرخ عميق وسط علماء المسلمين من السنة وجعل المنطقة لقمة سائغة في يد إيران التي تسعى إلى تشييع المنطقة العربية برمتها وفرض هيمنتها الدينية والسياسية عليها. ويزيد هذا الإعلان الضغط على قطر وسط حملة ديبلوماسية واقتصادية لعزلها وهي مورد مهم للغاز على مستوى العالم وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط. كما يأتي بعدما أدرجت السعودية والإمارات في عام 2014 عشرات المنظمات على لائحة الإرهاب في خلاف سابق مع قطر. وقال مسؤول قطري إنه ليس لديه تعليق على التصنيف في قوائم الإرهاب لكنه أشار إلى أن قطر ملتزمة قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب بما في ذلك تجفيف منابع التمويل. وبين 18 قطرياً أدرجوا على القوائم أشخاص يتهمون بتمويل الإرهاب بالإضافة إلى رجال أعمال كبار وساسة وأعضاء بارزين بالأسرة الحاكمة منهم وزير سابق للداخلية. ومن الأسماء التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية عبد الحكيم بلحاج القائد العسكري الإسلامي الليبي السابق وهو واحد من خمسة ليبيين صنفوا في قوائم الإرهاب. أما القرضاوي ورجل الدين السلفي وجدي غنيم فهم ضمن 26 مواطنا مصرياً. نائب رئيس الاتحاد يدعو العلماء إلى تمزيق وثيقة الحصار دعا نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور أحمد الريسوني، العلماء والعقلاء إلى "تمزيق وثيقة الحصار على قطر، والسعي بالسبل المتاحة لإنهاء الحصار، لإنقاذ أهل قطر مما سيَلُم بهم من المصاب الجلل، وكذا الأمة مما سيصيبها من مزيد من الفرقة والوهن أمام أعدائها". وتساءل الريسوني في بيان له، تحصلت "أندلس برس" على نسخة منه، حكم الشريعة إذاً في حصارِ شعب بأكمله، وإلحاق الضرر بمئات الآلاف من المسلمين، وما يترتب على ذلك من فساد عام يحدث في مصالحهم، ومعايشهم، وقطيعةٍ لأرحامهم، بمنعهم من صلتها بحجزهم في بلادهم بقطع الطريق عليهم، وما ينتج من ذلك من اضطراب كبير في مناحي الحياة يضرُّ العموم من أهل الإسلام". ودعا أهل العلم إلى "البيان الواضح في تحريم هذا الحصار على أهل قطر"، معتبرا أن القرار السعودي-الإماراتي-البحريني-المصري "لا تقره شريعة الله، ولا العقول السويّة، ولا الفطر السليمة في أيّ أمة من الأمم فكيف بأمة الإسلام ذات الحضارة العادلة، والقيم السامية؟". ودافع نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن دولة قطر حين قال: "وأما ما يقال من أنّ عقوبة هذا الحصار الجائر جاءت بسبب تآمر قطر مع عدوّ الأمة النظام الإيراني!! فقد علم من الشريعة المطهّرة أنّ الدعاوى لا تقبل ما لم يُقِم عليها المدّعون البيّنات، حتى لو كانت الدعوى في عود أراك، فكيف ليت شعري يُكتفى بدعوى مجرّدة في تهمة الخيانة العظمى للأمة، يُكتفى بها ذريعة لإيقاع مثل هذا الحصار العام، رغم كلّ ما يشتمل عليه من أضرارٍ بالغة الخطورة على أمّة من المسلمين، كما أسلفنا". وبخصوص قناة الجزيرة القطرية والتي تعتبر شوكة في حلقوم الأنظمة التي قررت فرض حصار على قطر، إعتبر الريسوني أن القناة "تدافع عن أهل السنة في العراق، وسوريا، ولبنان، وغيرها، وتذبّ عن أعراضهم، ودمائهم، وأموالهم، وتتبنى قضايا الأمة الإسلامية، وشعوبها المضطهدة في كل مكان، بما لا تفعله بنفس قوة التأثير أيُّ قناة فضائية أخرى، ولم نشهد منها قط أنها تبنّت قضايا إيرانية، ومعلوم أنّ وراء هذه الفضائية المتميّزة إرادة سياسية من الدولة الحاضنة لقناة الجزيرة".