دعا أحمد الريسوني، نائب رئيس مايسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، من وصفهم ب"العلماء والعقلاء" إلى رفض الحصار المفروض على قطر، داعيا الدول المقاطعة إلى إتيان دليل واضح على تورط قطر فيما نُسب إليها من اتهامات. وقال الريسوني في بيان له، نشره الموقع القطري التمويل "عربي21" : "ندعو العلماء والعقلاء وقادة الرأي، وأهل الغيرة على أمتهم، إلى تمزيق وثيقة الحصار على قطر، والسعي بالسبل المتاحة لإنهاء الحصار، لإنقاذ أهل قطر مما سيَلُم بهم من المصاب الجلل، وكذا الأمة مما سيصيبها من مزيد من الفرقة والوهن أمام أعدائها". وتساءل الريسوني وهو أحد المتفعين المغاربة الكبار من قطر وأحد المريدين الأوفياء ليوسف القرضاوي المصري : "فكيف يكون حكم الشريعة إذاً في حصارِ شعب بأكمله، وإلحاق الضرر بمئات الآلاف من المسلمين، وما يترتب على ذلك من فساد عام يحدث في مصالحهم، ومعايشهم، وقطيعةٍ لأرحامهم، بمنعهم من صلتها بحجزهم في بلادهم بقطع الطريق عليهم، وما ينتج من ذلك من اضطراب كبير في مناحي الحياة يضرُّ العموم من أهل الإسلام". ودعا أهل العلم إلى "البيان الواضح في تحريم هذا الحصار على أهل قطر". ولفت مستنكرا إلى أن هذا الحصار "لا تقره شريعة الله، ولا العقول السويّة، ولا الفطر السليمة في أيّ أمة من الأمم فكيف بأمة الإسلام ذات الحضارة العادلة، والقيم السامية؟". كما نفى من يوصف بالعالم المقاصدي تآمر قطر مع النظام الإيراني لزعزعة استقرار الدول المقاطعة لها وقال: "وأما ما يقال من أنّ عقوبة هذا الحصار الجائر جاءت بسبب تآمر قطر مع عدوّ الأمة النظام الإيراني!! فقد علم من الشريعة المطهّرة أنّ الدعاوى لا تقبل ما لم يُقِم عليها المدّعون البيّنات، حتى لو كانت الدعوى في عود أراك، فكيف ليت شعري يُكتفى بدعوى مجرّدة في تهمة الخيانة العظمى للأمة، يُكتفى بها ذريعة لإيقاع مثل هذا الحصار العام، رغم كلّ ما يشتمل عليه من أضرارٍ بالغة الخطورة على أمّة من المسلمين، كما أسلفنا". وأثنى الريسوني الذي تعده قطر لخلافة القرضاوي على رأس هذا التنظيم المسمى "علماء" على قناة الجزيرة التي تبث من قطر، وقال إنها "تدافع عن أهل السنة في العراق، وسوريا، ولبنان، وغيرها، وتذبّ عن أعراضهم، ودمائهم، وأموالهم، وتتبنى قضايا الأمة الإسلامية، وشعوبها المضطهدة في كل مكان، بما لا تفعله بنفس قوة التأثير أيُّ قناة فضائية أخرى، ولم نشهد منها قط أنها تبنّت قضايا إيرانية، ومعلوم أنّ وراء هذه الفضائية المتميّزة إرادة سياسية من الدولة الحاضنة لقناة الجزيرة".