أكد المغرب وروسيا عزمهما على تعزيز الحوار الثنائي وتكثيف التعاون في جميع المجالات، مشيدين بكون علاقاتهما الثنائية بلغت "مستوى نوعيا جيدا". وأكد "بيان حول الشراكة الاستراتيجية المعمقة بين فدرالية روسيا والمملكة المغربية" تم تعميمه اليوم الثلاثاء بموسكو بمناسبة الزيارة الرسمية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أن "البلدين عبرا عن رغبتهما في تعزيز الحوار الثنائي وتوسيع التعاون في جميع المجالات، وذلك بكيفية فاعلة ومتواصلة".
وأشار البيان إلى أنه "بفضل الجهود المشتركة، المضطردة والمتناغمة، في إطار التصريح حول الشراكة الاستراتيجية ل 15 أكتوبر 2002، بلغت العلاقات الثنائية مستوى نوعيا جديدا".
واعتبر البيان أن هذه الزيارة الملكية الرسمية تشكل لبنة جديدة في تاريخ العلاقات الثنائية وتعزز الصداقة العريقة والتعاون المثمر الذي يجمع بينهما، مضيفا أنه على ضوء عدد وحمولة الاتفاقيات التي تم إبرامها، تمكن هذه الزيارة من تجسيد الإرادة المشتركة في الارتقاء بالشراكة الاستراتيجية القائمة منذ سنة 2002، إلى مستوى أعلى.
وذكرت الوثيقة بأن الجانبين أرسيا شراكة استراتيجية معمقة، تروم المساهمة في السلم والاستقرار الإقليميين والدوليين، والعمل من أجل الدفاع والحفاظ على المصالح الاستراتيجية للبلدين في إطار من التضامن والتشاور، والحفاظ على وحدتهما الترابية وتعزيز وحدتهما، وتطوير مبادرات للتعاون والشراكة على مجموع ترابهما. كما عبرا عن رغبتهما في تعزيز الحوار الثنائي وتوسيع التعاون في جميع المجالات، وذلك بكيفية فاعلة ومتواصلة.
وأشار البيان إلى أن "روسيا الاتحادية تنوه بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نفذتها المملكة المغربية في مختلف المجالات، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس"، مضيفا أن "المملكة المغربية تؤكد على الدور المتنامي لروسيا الاتحادية في الساحة الدولية، ومساهمتها النوعية في تعزيز الأمن والاستقرار عبر العالم، وذلك على أساس مبادئ المساواة، والاحترام المتبادل، والتعاون مع البلدان الأخرى، والاستقلالية في إطار السيادة، والوحدة الترابية".
وأضاف المصدر ذاته أن "البلدين يعتزمان الرفع بشكل ملحوظ من مستوى تعاونهما الملموس في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمارات. كما يعتزمان تشجيع مبادلاتهما التجارية بكيفية تتيح إرساء نوع من التوازن والرفع من حجم الاستثمارات المتبادلة" .
وذكر البيان أن البلدين سيتخذان التدابير الملموسة الكفيلة بتوسيع التعاون في مجالي الفلاحة والصيد البحري. وسيتم إيلاء اهتمام خاص لتشجيع صادرات الفواكه والخضروات المغربية نحو روسيا، وكذا واردات الحبوب الروسية صوب المغرب". وفي هذا الصدد، سيتم العمل على تبسيط المساطر الجمركية من خلال إحداث "ممر أخضر".
وفي مجال الصيد البحري، اتفق البلدان على تشجيع خلق مقاولات مشتركة روسية- مغربية، فضلا عن تكوين مختصين في الصيد البحري.
ويعتزم البلدان أيضا تعزيز التعاون الثنائي في مجال الطاقة، بما في ذلك في مجال التزود بالغاز الطبيعي المسال، وإحداث بنيات تحتية غازية، واستغلال الهيدروكاربورات، والتعاون في مجال بناء واستغلال وسائل إنتاج الكهرباء والموارد الطاقية المتجددة.
كما يعتزمان الرفع من نجاعة التعاون القائم بينهما في مجال التكنولوجيات المتطورة، وتطوير مشاريع ذات أولوية في مجال الاستغلال السلمي للعلوم والتكنولوجيات النووية، والطيران المدني، والملاحة عبر الأقمار الاصطناعية، وإنجاز مشاريع للتعاون المثمر للطرفين في قطاعات الصيدلة، والتجهيز الطبي، والصناعة الكيماوية والتعاون الصناعي.
وسيعمل البلدان على الاستعمال الأنجع لإمكانيات اللجنة الوزارية الروسية- المغربية المختلطة حول التعاون الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي، معربين عن إشادتهما بإحداث مجموعة عمل حول الصناعة في إطار هذه اللجنة، وعزمهما تشكيل مجموعات عمل جديدة. كما أشادا بكافة جهود ومبادرات قطاعيهما الخاص من أجل تعزيز التعاون الثنائي، مشيرين إلى أنهما سيعملان على اتخاذ التدابير الملموسة الرامية إلى تعزيز التعاون في المجال السياحي، بما في ذلك تنظيم المعارض السياحية والمهرجانات والملتقيات، فضلا عن توسيع تكوين المختصين في قطاعي الفندقة والسياحة. وأعربت روسيا الاتحادية، حسب البيان، عن إشادتها بالمبادرة المغربية المتعلقة بتكثيف النقل الجوي بين البلدين، مشيرا الى أن الجانبين سينكبان على تحفيز الاستثمارات المتبادلة في المجال السياحي.
وأشار البيان إلى أن البلدين يعتزمان تطوير تعاونهما في مجال التعليم والثقافة وتحفيز تبادل الطلبة، إلى جانب القيام بعمليات توأمة، وسيواصلان تطوير العلاقات بين الأشخاص، وبلديات روسيا الاتحادية من جهة، وجهات وأقاليم ومدن المملكة المغربية من جهة أخرى.
وتعتزم روسيا والمغرب أيضا تعزيز تعاونهما في المجال الديني، بما في ذلك عبر إرسال أئمة مغاربة إلى روسيا بغرض تبادل الخبرات، فضلا عن تكوين الأئمة الروس بالمؤسسات المغربية الخاصة بالتعليم الديني. ومن جهة أخرى، ذكر البيان أن الجانبين أشادا بالجهود الدولية لمكافحة التغيرات المناخية، مجدديناستعدادهما لتقديم مساهمة فاعلة في هذه الجهود، مشيرا الى روسيا ستشارك في الدورة ال22 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن التغيرات المناخية الذي سينعقد في نونبر 2016 بمراكش.