ووري الثرى بعد صلاة الجمعة، جثمان حسين آيت أحمد، أقدم معارض سياسي جزائري، بمسقط رأسه بمنطقة عين الحمام في محافظة تيزي وزو(100كلم شرقي العاصمة) في جنازة شعبية "مهيبة" حضرتها شخصيات وآلاف المواطنين من مختلف مناطق البلاد. ووصل جثمان آيت أحمد، يوم الخميس، إلى العاصمة الجزائر، حيث ألقيت عليه النظرة الأخيرة، بمقر حزبه "جبهة القوى الإشتراكية" بالعاصمة، بعد أسبوع من وفاته في منفاه الإرادي بسويسرا، وكان في استقباله مسؤولون رسميون وأعضاء في الحكومة أيضًا بالمطار. ونقل الجثمان، صبيحة يوم الجمعة، إلى مسقط رأسه في موكب جنائزي كبير، جاب أحياء من العاصمة ومحافظتي بومرداس وتيزي وزو، وسط تعزيزات أمنية كبيرة على طول الطريق الذي يمتد على أكثر من 100 كم، وحضور لسكان هذه المناطق الذين خرجوا لتوديعه. وشارك في الجنازة التي نقلها التلفزيون الحكومي بشكل مباشر، رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، وعددًا من الوزراء إلى جانب، العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الشعبي الوطني(الغرفة الأولى للبرلمان). لكن شهود عيان ومنظمون قالوا إن "الوفد الرسمي لم يتمكن من الوصول إلى مكان الدفن بقرية آث يحي، بسبب الجموع الغفيرة من المواطنين الذين غص بهم المكان، واستحالة وصول سياراتهم هناك في منطقة جبلية وعرة". وذكرت وسائل إعلام محلية، توافد مواطنين من محافظات بعيدة قضوا ليلة أمس في العراء بالمنطقة، من أجل المشاركة في الجنازة. وتوفي حسين آيت أحمد، في 24 ديسمبر من العام المنصرم، بمستشفى لوزان بسويسرا، عن عمر يناهز 89 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرض. ونعتْ أغلب الأحزاب السياسية والشخصيات الجزائرية الموالية والمعارضة، آيت أحمد، الذي اعتبرته "رمزًا للنضال من أجل تحرر الجزائر، ونذر نفسه لخدمة بلاده بعد استقلالها رغم كونه معارضاً". وقال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في رسالة تعزية لعائلة الراحل إن "آيت أحمد كان معارضاً شريفاً ومخلصاً لوطنه، حريصاً على وحدة أمته، جريئاً في مواقفه، وفياً لمبادئه، لطيفاً في تعامله بناءًا في انتقاداته". وأعلنت الجزائر حدادًا وطنيًا لمدة 8 أيام على روح الفقيد.