كعادتهم منذ مئات السنين، اختار سكان مدينة سلا المغرب، أن يحتفلوا بذكرى المولد النبوي الشريف، بتنظيم "موكب الشموع"، مساء اليوم الأربعاء. واعتاد السلاويون على تنظيم "موكب الشموع" الفريد من نوعه في المغرب، مساء 12 ربيع الأول من كل سنة، احتفالًا بذكرى المولد النبوي الشريف، والتي تتوالى تنظيمه الزاوية الحسونية (نسبة الولي مولاي عبد الله بن حسون) بالمدينة. وانطلق الموكب من ضريح زاوية مولاي عبد الله بن حسون بالمدينة العتيقة لسلا، يتقدمه الحسونيون، مرورًا بوسط المدينة القديمة، ووصولًا إلى ساحة الشهداء (المعروفة بباب بوحاجة)، ليعود الموكب من مسار آخر، عبر أسوار المدينة القديمة إلى مقر الزاوية، حيث تعلق هذه الشموع بجنباتها. شوارع المدينة القديمة لسلا، التي مر منها الموكب، والساحة التي أقيم فيها الاستعراض الرسمي، زينتها مواكب للشموع التقليدية، وتحولت إلى معرض فني شاركت فيه فرق للمديح النبوي والأذكار الدينية، وفرق للأهازيج الشعبية الصوفية من مدينة سلا، ومناطق مختلفة من المغرب. وبلباسهم السلاوي التقليدي المزركش الألوان، حمل شباب من المدينة ينتسبون للزاوية الحسونية، الشموع وسط حضور كثيف لسكان المدينة وزوارها، اعتاد على الاحتشاد في هذا اليوم من كل سنة، على طول المسار الذي يقطعه "موكب الشموع". كما زين الموكب مجموعة من الأطفال المتراصين، يحملون ألواحًا خشبية كتب عليها آيات قرآنية، والفتيات الصغيرات اللواتي اتشحن بألبسة تقليدية زاهية الألوان. وتم تقديم الشموع وفرق المديح النبوي، أمام المنصة الرسمية التي نصبت بساحة الشهداء، بحضور عامل (محافظ) المدينة، وعمدة المدينة، وبعض ممثلي التمثيليات الدبلوماسية المعتمدين بالمغرب، وشخصيات من أعيان المدينة. ودأبت سلا على الاحتفاء بهذه الذكرى بتنظيم تقليد "الشموع" التي تعلق بضريح الولي الصالح مولاي عبد الله بن حسون عشية ذكرى المولد النبوي، حيث تنقل قبل حلول الذكرى إلى مقر صانعها عائلة بلكبير العريقة بالمدينة، من أجل صناعتها من جديد. وتختلف هذه الشموع عن الشموع العادية، بكون هياكلها صنعت من خشب سميك، مكسو بالأبيض، والمزخرف بأزهار الشمع ذات الألوان المتنوعة من أبيض، وأحمر، وأخضر، وأصفر في شكل هندسي يعتمد الفن الإسلامي.