أكد أحمد الريسوني، الرئيس السابق لحركة "التوحيد والإصلاح"، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ووزرائه، اعتمادوا أسلوب "العتمة والضبابية التي حلت محل الوضوح والشفافية". الريسوني، قال في مقال نشر على الموقع الرسمي ل"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، إن رئيس الحكومة وعدد من وزرائه كانوا "يتصرفون ويتكلمون في البداية وما قبل البداية بدرجة عالية من الشفافية، ويدافعون عن هذه الشفافية، ووجدوا لهم في ذلك سندا قويا من الدستور، ولقوا من الشعب كل ترحاب وإعجاب"، قبل أن يضيف "سرعان ما بدأت العتمة تزحف على أعمالهم وأقوالهم، وبدأ الدفاع عن العتمة والضبابية يحل محل الوضوح والشفافية". وتابع الريسوني أن "العتمة في اللغة هي بداية الظلام وأول الليل، والليل أجلب للويل"، موضحا أن "التعتيم مدعاة للشك والريبة، خاصة إذا تكرر واستمر. فإذا جاء ما يوضح ويضيئ ويطمئن فذاك، وإلا تمكنت الشكوك، وتزعزعت الثقة، وتأكدت المخاوف. فمن عتم فإنما يعتم على نفسه، ويثير الشبهة في تصرفه". وأضاف الريسوني أن "المشكلة التي تجرف الناس عموما، والسياسيين خصوصا، نحو منحدر التقصير والتبرير، هي تركهم للأمور تمضي بلا محاسبة يومية، وبلا توبة يومية، والتوبة هنا تشمل كل تدارك وتصحيح"، مردفا "أن ترك الأيام والأسابيع بلا محاسبة ولا توبة، وبدون تدارك ولا تصحيح، يؤدي إلى التراكم والانجراف التدريجي، وهو ما يثقل كاهل صاحبه ويجعل قيامه بالتدارك والتصحيح أصعب وأثقل مرة بعد مرة، ويكون البديلُ السهل هو الانزلاق في مسلسل التبرير والدفاع عن النفس، واتهامِ المناوئين والمتآمرين ومردة الشياطين".