انتقد أحمد الريسوني، الرئيس السابق لحركة "التوحيد والإصلاح" الذراع الإيديلوجي لحزب "العدالة والتنمية" بالمغرب، ما أسماه اعتماد أسلوب "العتمة والظلام" الذي أصبح ينهجه رئيس الحكومة في المغرب وعدد من وزارئه، خاصة المحسوبين منهم على حزب "العدالة والتنمية". وكتب الريسوني، في مقال نشره الموقع الرسمي مشروع ل "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، أن رئيس الحكومة وعددٌ من وزرائه كانوا "يتصرفون ويتكلمون في البداية وما قبل البداية بدرجة عالية من الشفافية، ويدافعون عن هذه الشفافية، ووجدوا لهم في ذلك سندا قويا من الدستور، ولقُوا من الشعب كل ترحاب وإعجاب"، لكنهم، بضيف الريسوني "سرعان ما بدأت العتمة تزحف على أعمالهم وأقوالهم، وبدأ الدفاع عن العتمة والضبابية يحل محل الوضوح والشفافية". وأضاف الريسوني، الذي يشغل في نفس الوقت مسؤولية نائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن "العتمة في اللغة هي بداية الظلام وأول الليل، والليل أجلب للويل"، موضحا أن "التعتيم مَدعاةٌ للشك والريبة، خاصة إذا تكرر واستمر. فإذا جاء ما يوضح ويضيئ ويُطَمْئن فذاك، وإلا تمكنت الشكوك، وتزعزعت الثقة، وتأكدت المخاوف. فمن عَتَّم فإنما يُعتم على نفسه، ويثير الشبهة في تصرفه". وأكد الريسوني أن "المشكلة التي تجرف الناس عموما، والسياسيين خصوصا، نحو منحدر التقصير والتبرير، هي تركهم للأمور تمضي بلا محاسبة يومية، وبلا توبة يومية. والتوبة هنا تشمل كل تدارك وتصحيح". موضحا أن ترك الأيام والأسابيع بلا محاسبة ولا توبة، وبدون تدارك ولا تصحيح، يؤدي إلى التراكم والانجراف التدريجي، وهو ما يثقل كاهل صاحبه ويجعل قيامه بالتدارك والتصحيح أصعبَ وأثقل مرة بعد مرة، ويكون البديلُ السهل هو الانزلاق في مسلسل التبرير والدفاع عن النفس، واتهامِ المناوئين والمتآمرين ومردة الشياطين". وقال الريسوني إن الإسلاميين أصبحت لهم اليوم "مشاركات ومسؤوليات في مؤسسات الدولة والحكم. بل وصلوا إلى رئاسة الجمهورية في مصر، وقبلها في السودان، وإلى رئاسة الحكومة في تونس والمغرب، والبقية آتية لا ريب فيها، بإذن الله تعالى". وأشار الريسوني إلى أن "من الإسلاميين من يقولون: هذه فرصة تاريخية طالما انتظرناها وانتظرتها شعوبنا، ونحن لا نأمن أن تضيع هذه الفرصة وتضيع معها فرصة الإصلاح الحقيقي الذي نحمل رايته وأمانته، وفي ذلك ما فيه من خسارة للإسلام وللمشروع الإسلامي في هذا العصر". لذلك دعاهم إلى "المسايسة والمكايسة"، لكي يحافظوا على هذه الفرصة ويستثمروها، خدمة للإسلام والمسلمين، على حد ما جاء في مقاله.