اهتمت الصحف الأوربية الصادرة، اليوم الاثنين، بالحملات الجارية في أوربا ضد الجهاديين المفترضين والحملة الانتخابية في اليونان وتزايد المد المعادي للإسلام في ألمانيا، علاوة على قضايا أخرى. ففي بلجيكا، كتبت صحيفة "لاليبر بيلجيك" أن مقترح وزراء الداخلية والدفاع بنشر وحدات من الجيش في الشوارع لدعم الشرطة ومراقبة المناطق الحساسة التي قد تكون عرضة لأعمال إرهابية تجسد على أرض الواقع منذ صباح يوم السبت الماضي، مضيفة أن هذا الإجراء غير مسبوق في بلجيكا ويجري لأول مرة منذ التفجيرات التي كانت تشنها الخلايا القتالية الشيوعية في 1980. وأضافت الصحيفة أن العملية تبقى مع ذلك استثنائية حيث أنها أطلقت لشهر واحد ويمكن تمديدها ورفع مستواها حسب تقديرات لجنة التنسيق وتحليل الأخطار. صحيفة "آخر ساعة" كتبت، من جهتها، أن الحكومة البلجيكية تدرس إحداث أقسام داخل السجون، خاصة بالمتهمين في قضايا الإرهاب، تخضع لحراسة الجيش. وفي فرنسا، تساءلت صحيفة (لاكروا) حول الاستراتيجيات التي ينبغي نهجها من أجل التصدي لتنامي الخطر الجهادي بأروبا على ضوء الاعتداءات الأخيرة بباريس والعمليات الجارية ضد الإرهابيين ببلجيكا أو في اليونان. واعتبرت الصحيفة أن الرد لا يكون فقط عبر الإجراءات الأمنية التي تم وضعها في الغرب، ضمن توازن صعب بين المراقبة المتنامية والحريات، داعية إلى مساعدة الشباب الذين يعانون من مشكل الهوية على إيجاد مكانتهم بفرنسا ، ومد الأطفال بمفاتيح فهم الأديان، مع حث وسائل الإعلام على التفكير بأنفسهم في الحدود التي يمكن وضعها لحريتهم في التعبير. وأضافت الصحيفة أن كل ذلك ضروري ولا مناص منه ،لكنه غير كاف، مشيرة إلى أن التهديد الإرهابي يكتسي طابعا شاملا وأن الجواب يجب أن يكون كذلك. من جهتها سلطت صحيفة (ليبراسيون) الضوء على الإضراب الذي شنه سائقو الشاحنات أمس الأحد والذين دعتهم النقابات إلى إغلاق منافذ الولوج الى المراكز اللوجيسيتة، وإبطاء وتيرة السير على المحاور الطرقية الكبرى للمدن الكبرى مثل باريس وليون وبوردو ونانت وليل. ودعت نقابات السائقين مناضليها والمتعاطفين معها الى استخدام الكابح اليدوي لشاحناتهم من أجل الاحتجاج على "تفقير" مهنتهم ،كما طالبت بالرفع من قدرتهم الشرائية بمائة أورو. وذكرت الصحيفة أن الفيدرالية الوطنية للنقل الطرقي التي تضم ثلثي العاملين في القطاع، تعارض مطالب السائقين، مشيرة إلى الأزمة التي يعاني منها القطاع والتي تفاقمت منذ 2011 . وفي الاتجاه نفسه، كتبت صحيفة "كوريري دي مانها" البرتغالية أن الشرطة تلقت "تعليمات دقيقة" لرفع درجة التأهب بسبب التهديدات الإرهابية وذلك إثر اجتماع عقد السبت الماضي، دعت فيه الإدارة العامة للأمن إلى نشر وحدات إضافية في المناطق والمرافق الحساسة خشية وقوع اعتداءات مثل ما حدث بباريس أو تفكيك خلية بلجيكا. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف بقرار منع المسيرة الحاشدة التي كانت تعتزم حركة "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب " المناهضة للإسلام والأجانب في دريسدن من قبل الشرطة بسبب "وجود خطر إرهابي ملموس " يهدد المتظاهرين. ونقلت الصحف البيان الذي أصدرته الشرطة بهذا الخصوص والقاضي بمنع أي تجمع عام في الهواء الطلق طيلة اليوم في المدينة بسبب اعتداءات إرهابية تهدد التظاهرة الأسبوعية للحركة. صحيفة (كيلر ناخغيشتن) كتبت في تعليقها بهذا الخصوص أن هذا المنع يعتبر "انتصارا للإرهاب على ديمقراطيتنا" فيما أكدت صحيفة (براونشفايغه تسايتونغ) أن الجدل الديمقراطي السلمي ضروري في ألمانيا لحماية الحريات التي يحتاجها الجميع . أما صحيفة (راينيشه بوست)، فاعتبرت أن قرار المنع الذي أصدرته الشرطة بخصوص مسيرة دريسدن قرار صائب، مشيرة إلى أن هذه الوقفة مهمة بالنسبة لحركة "بيغيدا". وأضافت الصحيفة أن قرار منع المسيرات يأتي ضمن خطة لتجنب أي اعتداءات إرهابية شبه مؤكدة، معتبرة أن حماية المواطنين هي المهمة الأساسية للشرطة . صحيفة (مانهايمر مورغن) اعتبرت، من جهتها، أيضا أن خطوة المسؤولين الأمنيين "منطقية " إذ أن الشرطة لا يمكنها حماية ذلك العدد الكبير من المتظاهرين الذين يسيرون في ظلام مدينة دريسدن. من جانبها أشارت صحيفة (نوي فيستفاليشه ) إلى أن القرار جاء ضمن الإجراءات الأمنية لحماية مجتمع حر وأيضا إثر تلقي الشرطة معلومات حول تهديدات إرهابية من المحتمل أن تستهدف المشاركين في المسيرة . صحيفة (تاغستسايتونغ) كتبت في تعليقها أن المنظمين لمسيرات حركة "بيغيدا" تمكنوا من أن يصبحوا بقرار المنع "ضحايا حرية التعبير بسبب تهديدات المتشددين الإسلاميين " والتخلي قسرا عن حقهم في التظاهر سلميا. وفي اليونان، تواصل الصحف اهتمامها بحملة الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها ل25 يناير الجاري والتي تعطي استطلاعات الرأي التقدم فيها لتحالف اليسار الجذري (سيريزا). وتناولت الصحف نتائج آخر استطلاع للرأي نشرته صحيفة "أفغي" أمس الأحد، يواصل فيه تحالف سيريزا تقدمه بحصوله على نوايا تصويت من 5ر35 في المائة مقابل 5ر30 في المائة للديمقراطية الجديدة المحافظ الحاكم. وفي خضم الحملة الانتخابية، نقلت صحيفة "كاثيمينري" عن ايفانجيلوس فينيزيلوس رئيس الحزب الاشتراكي (الباسوك) الذي يهوي حاليا في استطلاعات الرأي، التي تضعه في الصف الخامس بأقل من 9 في المائة من نوايا التصويت، أن تحالف سيريزا يهدد تارة في خطابه وتارة أخرى يبين عن قلة خبرة وتهور، داعيا الناخبين إلى التصويت للإصلاحات وللبقاء في الاتحاد الأوربي ومنطقة الأورو. في نفس الاتجاه، نقلت الصحف عن رئيس الوزراء أنطونيس سامارانس قوله أمس الأحد في تجمع بكالاماتا إنه في حال صعود سيريزا للسلطة ستحتاج اليونان لبرنامج إنقاذ اقتصادي ثالث، وستفقد البلاد ثقة المانحين، مضيفا أن انتخابات الأحد المقبل ليست ذات صلة بحزبه بل بكل اليونانيين الراغبين في البقاء في منطقة الأورو. صحيفة "تا نيا" تطرقت إلى تصريحات بانوس كامينوس، رئيس اليونانيين المستقلين، خلال حملته بكوزاني ومفادها أن التحالف الحكومي (الديمقراطية الجديدة والحزب الاشتراكي "الباسوك") يقومان بمؤامرات بمشاركة الأبناك اليونانية من أجل إرهاب الناخبين وتخويفهم. وأضاف أن آخر خرجاتهم هو إعلان بنكين كبيرين في البلاد عن طلب الولوج الى نظام السيولة الاستعجالي بحجة ان البنكين لم تعد لديهما سيولة كافية نظرا للحجم الكبير للتحويلات التي يقوم بها الزبناء لخارج البلاد. وفي روسيا اهتمت الصحف خصوصا بالمسيرة الاحتجاجية المزمع تنظيمها في غروزني احتجاجا على نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم والسناريوهات المحتملة للاقتصاد الروسي ما بين 2015 و2017 . وهكذا أشارت صحيفة (كوميرسانت) إلى المسيرة الضخمة التي ستشهدها اليوم الاثنين غروزني احتجاجا على نشر صحف غربية رسوما كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وأضافت الصحيفة أن رئيس جمهورية الشيشان رمضان قادروف توقع مشاركة أكثر من مليون ونصف المليون شخص في هذه المسيرة . وقالت الصحيفة إن قادروف دعا المسلمين إلى عدم الرد على الاستفزازات بالعنف، مضيفا ان " العنف ليس مخرجا وليس طريقة للتصدي لعديمي القيم والأخلاق، علينا أن نظهر للجميع وحدتنا وحبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،وهذا خير رد". وفي الشأن الاقتصادي الروسي، أشارت صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس) إلى أنه ووفقا لتوقعات مركز تحليل الاقتصاد العام والتنبؤ القصير الأمد ، هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة لتطور الاحداث في الاقتصاد الروسي ما بين 2015/2017. وأوضحت الصحيفة أن السيناريو الأول يتضمن المحافظة على السياسة الحالية للبنك المركزي، فيما سيقوم المصرف المركزي حسب السيناريو الثاني بتجميد سعر الفائدة الرئيسي في حدود 17 بالمائة ، وسينمو التضخم ببطء ولن يزداد حجم الاقتراض ولكنه لن يتقلص أيضا، وسينخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة ما بين 5 و 6 في المائة. وأضافت الصحيفة أن السيناريو الثالث وهو الأكثر ملاءمة، سيقوم المصرف المركزي بشكل مفاجئ وغير متوقع بخفض سعر الفائدة وفي هذه الحالة لن تزيد نسبة انخفاض الناتج الإجمالي الداخلي على ثلاثة أو أربعة في المائة . وفي إسبانيا اهتمت الصحف بالحوار الذي خص به رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي وكالة الأنباء الإسبانية (إفي) والذي ذكر فيه بأن خلق مليون وظيفة بإسبانيا ممكن في السنتين المقبلتين. وهكذا كتبت صحيفة (أ بي سي)، تحت عنوان "راخوي يرى ممكنا خلق مليون فرصة عمل وخفض الضرائب"، أن المسؤول الإسباني شدد على أن هذا العدد يبقى، مع ذلك، غير كاف، بالنظر لارتفاع معدل البطالة في البلاد. وأضافت اليومية أن رئيس الحكومة الإسبانية وعد، في السياق ذاته، بأن يصل معدل النمو بإسبانيا إلى 2 في المائة سنة 2015 ، مشيرة إلى أن راخوي بدا، مع ذلك، "حذرا" كي لا يسقط في "الدعاية". من جهتها أوردت (إلباييس) أن ماريانو راخوي أوضح في حواره مع (إفي) أنه يجري الحديث في إسبانيا عن خلق فرص عمل بعد سبع سنوات من الأزمة الاقتصادية، مبرزة أنه أكد أنه "سينهج السياسات نفسها خلال الفترة التشريعية المقبلة في حال فوز حزبه في الانتخابات العامة المقررة في نونبر 2015. وبخصوص قضية كتالونيا، أوردت صحيفة (لا راثون) أن رئيس الحكومة الإسبانية قال إن الانتخابات التي دعا رئيس الحكومة الكتالونية أرتور ماس إلى تنظيمها يوم 27 شتنبر 2015 ليست نوعا من الاستفتاء حول استقلال كتالونيا، لأن مثل هذه الانتخابات "غير موجود". بدورها ذكرت (إلموندو) أن راخوي أبرز أهمية خفض الضرائب، الذي دخل حيز التنفيذ بإسبانيا مطلع يناير، مؤكدا أنه في حال الفوز بالانتخابات التشريعية المقبلة، ستعلن حكومته عن خفض آخر في الضرائب. من جانبها، تطرقت الصحف النرويجية إلى الأعمال الوحشية للتنظيمات الإرهابية المرتكبة في العراق وسورية، وإلى الانتقادات الموجهة ضد استمرار معتقل غوانتنامو. وأشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى الأعمال الوحشية التي ترتكبها التنظيمات المتطرفة في الشرق الأوسط وخاصة تنظيم (داعش) الذي يقوم بقتل المخالفين والذين يشك في قيامهم بأعمال يعتقد بأنها منافية للشريعة. وأبرزت أن أشرطة فيديو تظهر رمي عناصر من (داعش) لأشخاص من فوق مبنى شاهق بدعوى أنهم متهمون بالشذوذ أو الخيانة الزوجية وبالتالي مخالفة القيم الإسلامية، مما يظهر قسوة هذا التنظيم. واعتبرت استنادا إلى تحليلات أن هذه الصور والأشرطة، التي تظهر وحشية التنظيم، تبين مدى بشاعة الأعمال المرتكبة وأنها "وحشية ما قبل التاريخ والتكنولوجيا الحديثة". وأشارت إلى أن أعمال القتل والإعدام، التي يتم عرضها بمواقع التواصل الاجتماعي وتتسم بجودة التصوير، تتم على الخصوص في مدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق التي تسيطر عليه عناصر (داعش) الإرهابي. من جانبها، تطرقت (افتنبوستن) إلى معتقل غوانتنامو الذي يأوي سجناء متهمين بالإرهاب والذي لا تزال الولاياتالمتحدة تشرف عليه. وأكدت أن العديد من الأمريكيين يؤكدون أن سجن غوانتانامو لا ينتهك فقط حقوق الإنسان الأساسية وسيادة القانون، بل أيضا يتسبب في تقويض أمن الولاياتالمتحدة ولا يخدم مصالح البلاد. وأشارت إلى انتقاد مسؤولين قدامى للرئيس الأمريكي باراك أوباما لطريقة حربه على الإرهاب واحتفاظه بسجن غوانتانامو، معتبرين أن المعركة ضد الإرهاب ينبغي أن تتم وفق القوانين وبأنه من دون هذا السجن سيتم اكتساب قاعدة صلبة. كما انتقدوا التناقض بين أقوال وأفعال الرئيس أوباما الذي سبق له أن أعلن أنه سيغلق معتقل غوانتنامو، لكنه لم يفعل ذلك. واعتبرت الصحيفة أن وجود هذا السجن تناقض صارخ بين التعبير عن الرأي ووعد الرئيس أوباما الذي حصل على ثقة الأمريكيين بعدما أقنعهم بوعود التغيير.