خرج مساء أمس عشرات الآلاف من المتظاهرين في العديد من المدن و الجهات الإسبانية مثل مدريد، كاطالونية، بلنسية، أوفييدو، لوغرونيو و جهات أخرى، تلبية لدعوة النقابتين المركزيتين اللجان العمالية و الإتحاد العام للعمال، المواطنين الإسبان التظاهر إحتجاجا على إقتراح الحكومة تأخير سن التقاعد من 65 سنة إلى 67 سنة. وقد حمل المتظاهرون خلال هذه الإحتجاجات ملصقات و يافطات كتب عليها "67 لا شكرا". وقد قدرت مصادر الشرطة المحلية بمدريد بأن عدد المتظاهرين بالعاصمة بلغ 50 الف متظاهر، ورفعت مصادر نقابية العدد إلى 70 الف شخص. وقد خرجت هذه الأعداد إلى الشارع رغم الأحوال الجوية غير المستقرة، و التي ستكون أثنت الافا أخرى عن الخروج لمؤازرة النقابات. و أعلن زعيم اللجان العمالية إيغناسيوا فيرناندث طوتشو اثر المظاهرة "نتمنى أن تقوم الحكومة من اليوم بالتعامل مع مجالات عمل أخرى ولا تسائل مستقبل الحماية الإجتماعية". فيما أكد كانديدوميندث بأن مؤسسة الضمان الإجتماعي هي المكون الوحيد في حسابات القطاع العام الذي يتمتع بصحة جيدة و بثقة المواطنين، وبالتالي الحكومة ليس لها حق التشكيك في المؤسسة. من طرفه وفي خطوة قد تفهم على أنها مراجعة أو خطبة لود النقابات، صرح رئيس الحكومة بأنه "ينصت" للنقابات، و قال "هذه حكومة تتقن الإستماع، ليست حكومة إملاءات ولن تكون كذلك، وبخاصة إذا ارتبط الأمربعلاقات الشغل و الحماية الإجتماعية". وإن كان الرئيس عاد و أكد بأن الإصلاحات التي يقترحها ضرورية لمستقبل الحماية الإجتماعية في إسبانيا و دعى إلى المسؤولية، لأنه لا يمكن الإحتفاظ بنظام ضمانات إجتماعية بني على معطيات ديموغرافية و اقتصادية لستينيات القرن الماضي. وقد لقي قرارالنقابات نقل المعركة من الصالونات إلى الشارع، ترحيب العديد من الأوساط في إسبانيا، خاصة و أن الأمرسيعني عزلة أكيدة لرئيس الحكومة في المشهد السياسي الإسباني. لكن كما هي وضعية الخارطة السياسية اليوم في إسبانيا إضافة إلى معطى الأزمة الإقتصادية، فإنه من غير المنتظر أن يؤلب رئيس الحكومة النقابات عليه أو بالأحرى ستكون خطوة كهذه بمثابة انتحار سياسي للحكومة الإشتراكية، فالعلاقات الوثيقة بالنقابات تعني للحكومة صمام أمان ضد الإستياء العام في الشارع الإسباني بسبب الأزمة وبسبب أداء رئيس الحكومة الإقتصادي، و الذي كان قد اثار استياء حتى عناصر من الوزن الثقيل داخل حزبه. ربما تكون "مسألة التقاعد" عبارة عن قذف للكرة خارج الملعب لتوجيه الإنتباه بعيدا عن الأزمة، و في كل الأحوال فإن خوسي لويس رودريغيث ثاباطيروا من مصلحته أن يقف عند الخطوط الحمراء التي سترسمها النقابات في أي محدثات مقبلة، لأن هذه بيدها أن تثير عليه زنابير التقاعد و الأزمة وكل الوضع المتدهور في إسبانيا.