عكف الزعماء السياسيون الإسبان في اليومين الاخيرين على إعداد النقاش الذي إنطلق هذا الصباح في الكونكرس، و يتموقع في عمق هذا الحدث الإقتراح الذي وجهه الملك خوان كارلوس إلى الفاعلين السياسيين و الإجتماعيين بخصوص ميثاق واسع للخروج من الأزمة. و كان ثاباطيروا قد تبنى الدعوة و نادى بضرورة دخول الأطراف السياسية في حوار جاد لإعداد الميثاق. و شرط زعيم الحزب الشعبي ماريانو راخوي، قبول الدعوة، بتراجع راديكالي لثاباطيروا عن سياساته الإقتصادية و إعترافه الصريح بأخطائه. و هي الشروط التي سيعود إلى تأكيدها اليوم في نقاشه البرلماني مع رئيس الحكومة، في جدل ساخن من المنتظر أن يوجه فيه زعيم الحزب الشعبي انتقاداً شديد اللهجة لثاباطيروا عن أداء حكومته الإقتصادي. جدير بالذكر أن الرئيس ثاباطيروا كان قد عاد و أكد أن دعوته للميثاق ليست مفتوحة، و إنما تتعلق بمسائل قاعدية، فاتفاق في شكل ميثاق دولة شامل مع المعارضة غير ممكن في هذه الظروف، لأنه يعني تقديم تنازلات كبيرة تتعارض بشكل صارخ و الخطابات التي درجت التشكيلتان على تأكيدها حتى وقت قريب. أي بين الخطاب ذي المسحة الإجتماعية الذي تتبناه الحكومة و الإجراءات النيوليبرالية التي يطالب بها الحزب الشعبي. و كان الملك خوان كارلوس قد دعى قبل أيام الأطراف السياسية إلى المسؤولية و ضرورة الإتفاق على صيغة عملية للخروج من الأزمة، مؤكدا "أن الوقت هو وقت الجهود الكبرى، و الإتفاقات الواسعة للخروج بشكل توافقي عازم من العواقب الوخيمة للأزمة". و كان خوان كارلوس قد رتب مجموعة من اللقاءات غير الرسمية مع مجموعة من الفاعلين الإقتصاديين في القطاعات البنكية، كما التقى بزعيمي المركزيتين النقابيتين؛ اللجان العمالية و الإتحاد العام للعمال. هذا التحرك الملكي، تلقته القوى السياسية بفتور، و رأى فيه الكثيرون تجاوزا من قبل الملك لدوره الدستوري المحايد سياسياً، وانغماسا في شأن كان ينبغي أن يربأ بنفسه عنه. و هو ما دعى الحكومة إلى التأكيد بأن ثاباطيروا لم يطلب من الملك الوساطة بين الفرقاء لتقريب الآراء و التوصل إلى توافق، و أن الوساطة في هذا الشأن مهمة حصرية للحكومة. و الملك لم يتجاوز دوره المؤسسي في الإستعلام حول الوضعية الإقتصادية لا أكثر. لكن سوابق الأيادي البيضاء للملك على مجريات السياسة في إسبانيا خاصة وقت الأزمات تجعل هذه التصريحات مثارا للشك. من جهة اخرى، فقد انتقد زعيم الحزب الشيوعي التشكيل الرئيسي لتجمع اليسار الموحد الإسباني، دعوة الملك الفاعليين السياسيين و الإجتماعيين إلى المسؤولية، ورأى أنها "لا تزيد عن أن تكون دعوة للتضحية ممن طلبت هذه منهم دائما [العمال]، دون مساءلة للمؤسسات البنكية". و يموقع خوصي لويس سينتيا الملك ضمن المسؤولين عن انفجار الأزمة.