رغم خروج فريق المغرب التطواني، ممثل البلد المنظم، من بطولة كأس العالم للأندية، إلا أن البطولة لم تفقد جاذبيتها، خاصة مع وصول ريال مدريد إلى المغرب للمشاركة في الموندياليتو. تزينت أغلب البنايات الشهيرة في العاصمة المغربية الرباط بصور عملاقة لمجسم كأس العالم للأندية. فانطلاقا من محطة القطار، مرورا بشارع محمد الخامس، الشارع الأشهر في العاصمة، وصولا إلى باب الأحد الذي يعتبر من المعالم السياحية للمدينة، لا ترى سوى الصور الإعلانية لهذه التظاهرة الكروية العالمية. بل وحتى عربات الطرامواي، لبست حلة مونديال الأندية الذي حول العاصمة المغربية الرباط إلى ملعب كروي كبير. وما إن تصل إلى باب الأحد حتى تصادفك منصة عملاقة تم وضعها خصيصا من أجل عرض حفلات فنية قبل كل مباراة من مباريات مونديال الأندية، بالإضافة إلى شاشة عملاقة تم تثبيتها من أجل متابعة مباريات الموندياليتو من طرف الجمهور الذي لم يسعفه الحظ من أجل متابعة المباريات في الملعب. وفي محيط المنصة المذكورة، تم بناء العديد من الخيام التي تبيع قمصان الأندية الرياضية المشاركة في البطولة، غير أن الإقبال كان كبيرا على قمصان فريق ريال مدريد الإسباني الذي حل بالمغرب للمشاركة في البطولة. إقبال على قمصان ريال مدريد "قمت باقتناء قمصان وشعارات فريق ريال مدريد، لأنني أعلم أن للفريق الملكي عددا كبيرا من المعجبين في المغرب، وبالفعل فالإقبال على قمصان الريال منقطع النظير"، يقول محمد العدلاوي البائع المتجول الذي اختار له مكانا جانب منصة باب الأحد لبيع قمصان فريق ريال مدريد. الشاب المغربي يعتبر أن هذه المناسبة بمثابة "طوق نجاة بالنسبة له، باعتبار أن فصل الشتاء يعرف عزوف الناس عن شراء القمصان الرياضية"، حسب رواية الشاب المغربي الذي اعترف لدوتش فيليه عربية أنه يشجع برشلونة غريم ريال. وقال محمد "كنت أتمنى أن تزور برشلونة المغرب، لكن الأهم بالنسبة لي الآن هو أن أبيع بضاعتي". اهتمام بالبطولة رغم خروج تطوان وعلى الرغم من أن فريق المغرب التطواني، ممثل المغرب في هذه الدورة، قد خرج مبكرا من البطولة إلا أن هذا لم يؤثر على متابعة المغاربة للبطولة، حيث لا تخلو ساحة البرلمان من مجموعات الشباب المتابع للبطولة والذين ينتظرون قدوم فريق ريال مدريد. ويقوم هؤلاء الشباب بتشكيل حلقات مرددين شعار ريال مدريد الجديد الذي لحنه الفنان العالمي ذو الأصول المغربية ريدوان. "جئت لتحقيق حلمي بمشاهدة نجوم ريال مدريد تلعب أمامي"، يقول يونس الكريمي، وهو شاب مغربي قادم من مدينة الدارالبيضاء من أجل الحصول على بطاقة الدخول إلى الملعب لمتابعة مباراة ريال مدريد في دور نصف النهائي. وتابع يونس بأنه "جاء للرباط قبل يومين من مباراة ريال مدريد من أجل التحضير رفقة زملائه من جمعيات محبي ريال مدريد في المغرب لرفع "تيفو" خلال المباراة التي ستجمع ريال مدريد أمام كروز أزول المكسيكي. وقال يونس مشجع ريال مدريد: "قدمنا من مختلف المدن ونحضر الشعارات التي سنشع بها فريق ريال مدريد"، وتابع يونس متأسفا "كنت أتمنى تأهل فريق المغرب التطواني لمواجهة ريال مدريد في النهائي، لكن مع الأسف لم يتحقق ذلك". عشاق الكرة من جميع القارات وتعتبر العاصمة الرباط مكانا سياحيا بامتياز، حيث تستضيف سنويا ملايين السياح عبر العالم. ومع احتضان المدينة لبعض مباريات الموندياليتو، فإن عددا من مشجعي الفرق المشاركة في البطولة استغلوا فرصة وجودهم في العاصمة من أجل التعرف على بعض معالمها، كما هو الحال بالنسبة لكارل جوني مشجع فريق ويسترن سيدني واندررز الأسترالي. وقد تكبد كارل عناء السفر عبر الجو لأكثر من ثلاثين ساعة من أجل تشجيع فريقه الذي انهزم في مباراة ربع النهائي أمام كروز أزول المكسيكي. دوتش فيليه عربية التقت بكارل في مقهى الوداية المطلة على نهر أبي رقاق وشاطئ مدينة الرباط. الشاب الأسترالي، الذي يتأسف لخروج فريقه من دور الربع، اعترف أنه لم يكن يعرف الكثير من المعلومات عن المغرب. وقال كارل "بالنسبة لي، لا أعرف الشيء الكثير عن القارة الإفريقية ولا أعرف دولها بشكل جيد، لذلك عندما عرفت أن فريقي المفضل سيلعب في المغرب، قلت سأستغل الفرصة للتعرف على المغرب". وأكد المشجع الأسترالي أنه تفاجأ عندما وصل إلى الرباط. وقال كارل الذي كان يرتشف كأس الشاي المنعنع: "صراحة كان عندي فكرة أن القارة الإفريقية هي عبارة عن دول فقيرة، لكن تغيرت رؤيتي تماما عندما حلل بالرباط، حيث اندهشت بالمآثر السياحية التي تتوفر عليها". المزج بين المتعة الكروية والسياحية ولا يختلف حال هذا المشجع الأسترالي عن حال الكثير من المشجعين القادمين من إسبانيا والأرجنتين والمكسيك الذين قرروا المزج بين التشجيع الكروي والتعرف على المعالم السياحية للعاصمة، وهو ما أدى إلى حالة من الرواج السياحي في العاصمة، حسب ما أكده حسن العلوي، صاحب محل لبيع الملابس التقليدية في سوق المدينة القديمة للرباط، لدوتش فيليه عربية. ويقول حسن: "نحن تعودنا على أن هذه الفترة من السنة تكون الحركة التجارية ضعيفة، لكن بفضل كأس العالم ارتفع عدد زبائننا من السياح"، وأضاف نفس المتحدث أن جميع أصحاب المحلات التجارية في السوق لاحظوا أنه مع انطلاق كأس العالم للأندية دبت الحركة بين المتاجر التي شهدت إقبال زوار الرباط بين مشجع يبحث عن قميص لفريقه المفضل، وسائح يبحث عن ملابس مغربية تقليدية. عن موقع "دويتشه فيله"