رغم التطور الذي حققته المرأة على الصعيد المهني، وعملها في مختلف الوظائف، إلا أنها لا زالت تتحمل في الغالب مسؤولية الأشغال المنزلية. تقول دراسة أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط (جهاز الإحصاء في المغرب) إن المرأة تساهم بنسبة 95 بالمائة في الأنشطة المنزلية، وتخصص لها 5 ساعات يوميا، وهو ما يفوق ما تخصصه المرأة الفرنسية لهذا الغرض بحوالي ساعة، ويقل عما تخصصه المرأة التونسية بنصف ساعة. لا مانع تقول كنزة أمنزاوي (26 عاما) وهي مسؤولة تربوية: "لا أرى مانعا في القيام بأشغال المنزل، فكل ما أقوم به عن اقتناع وحب، المهم أن يكون الرجل المناسب لأتقاسم وإياه الحياة". وأضافت كنزة في حديثها ل"هنا صوتك": "لا يضيرني أن أعمل خارج البيت وأقوم بأشغال المنزل، فهو بيتنا معا ومن واجبي أن أهتم به، ولا أعتبر ذلك أشغالا أو أعباء بل هو واجب ممتع". مساواة لا تقضي دينا الدردابي (26 عاما) وهي موظفة في البرلمان، سوى ساعة في الأشغال المنزلية، وتقول في حديثها ل"هنا صوتك": "بحكم عملي لا أحضر خلال الأسبوع سوى وجبة العشاء، وقد أعود متأخرة من العمل فأجد زوجي وقد أعد العشاء وأنجز الكثير من أشغال المنزل.. غالبا أقوم بأعباء البيت في نهاية الأسبوع ويشاركني زوجي في جميعها". يقضي محمد سعيد بوعياد (30 عاما) وهو موظف حكومي، تحدث ل"هنا صوتك"، نحو ساعة يوميا في أشغال البيت. "أحضر الفطور مثلا وبعض الوجبات، أساعد في التنظيف، وكي الملابس.."، وأضاف محمد سعيد: "عادة تنجز زوجتي 80 بالمائة من أشغال المنزل، لكن حين تغيب عن المنزل للعمل، أكون أنا المسؤول عن كل شيء في البيت لمدة ثلاثة أيام أحيانا". العلاقة التقليدية تشير دراسة المندوبية السامية للتخطيط إلى أن الأنشطة المهنية (خارج المنزل) هي ذكورية بالدرجة الأولى، حيث يخصص لها الرجل زمنا يضاعف أربع مرات ما تخصصه المرأة. ورغم أن الدراسة رصدت تطورا لدى النساء بين عامي 1997 و 2012، فيما يتعلق بالنشاط المهني، والذي ارتفع لدى المشتغلات بالوسط الحضري بحوالي ثلاث ساعات، بينما تراجع نشاطهن المنزلي بحوالي ساعة، إلا أنها خلصت إلى أن تقسيم عبء العمل بين الرجل والمرأة لا زال "يضع العلاقات الاقتصادية بينهما في النموذج التقليدي، حيث يلعب الرجل دور معيل الأسرة وتلعب المرأة دور ربة البيت". *هنا صوتك