أظهرت دراسة حكومية مغربية أن المغاربة يعملون أكثر من الفرنسيين والتونسيين في الأنشطة المهنية وكذلك ينامون أقل منهم. وقال أحمد الحليمي، مدير عام المندوبية السامية للتخطيط (الهيئة الرسمية المكلفة بالإحصاء في المغرب)، إن العامل المغربي يخصص 5 ساعات و25 دقيقة للأنشطة المهنية يوميا متجاوزًا بذلك نظيره الفرنسي بساعة و45 دقيقة والتونسي ب33 دقيقة. وأضاف الحليمي، خلال تقديمه نتائج البحث الوطني حول استعمال الزمن عامي 2011 و2012، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن المرأة المغربية تخصص لهذه الأنشطة ساعة و21 دقيقة وهو حيز زمني يقل ب42 دقيقة عما تخصصه لها المرأة الفرنسية وأقل ب18 دقيقة عما تخصصه لها المرأة التونسية. وبحسب البحث، الذي حصلت الأناضول على نسخة منه، فإن المغاربة ( أكثر من 15 عاما) يخصصون 10 ساعات و36 دقيقة، أي 44 % من يومهم للزمن الفيزيولوجي (النوم، الوجبات...) المخصص للأنشطة المتعلقة بإعادة إنتاج القدرات الجسدية والذهنية للأفراد. وأفاد البحث أن المغاربة ينامون أقل من الفرنسيين وأكثر من التونسيين، حيث ينام المغاربة 8 ساعات و21 دقيقة في اليوم الواحد، ويخصصون وقتًا أقل في الأكل مقارنة مع الفرنسيين وأكثر من التونسيين. وبخصوص الزمن المهني ( إنتاج السلع والخدمات الموجهة للسوق)، يشغل الزمن المخصص لأنشطة إنتاج السلع والخدمات التجارية 3 ساعات و20 دقيقة يوميا لدى المغاربة البالغين 15 سنة فما فوق، أي أكثر من الفرنسيين ب26 دقيقة ويقل على بما يناهز 8 دقائق عن نظرائهم التونسيين. ويخصص المغاربة 12% من يومهم للأعمال المنزلية المحضة ( الطبخ والغسيل والنظافة ...) والأنشطة الملحقة التي تمارس خارج البيت ( التسوق وأداء الفواتير..). وأبرزت الدراسة أن الأنشطة المهنية هي ذكورية بالدرجة الأولى، يخصص لها الرجل زمنا يضاعف 4 مرات ما تخصصه المرأة. ووفق البحث، تساهم 95% من النساء في الأنشطة المنزلية وتخصص لها 5 ساعات يوميًا وهو ما يفوق ما تخصصه المرأة الفرنسية بساعة و12 دقيقة وما يقل عما تخصصه المرأة التونسية ب 29 دقيقة. كما يخصص 45 % من الرجال 43 دقيقة يوميًا للعمل المنزلي أي ما يمثل 3 مرات أقل مما يخصصه الرجل الفرنسي و10 دقائق أقل مقارنة مع الرجل التونسي. يشار إلى أن البحث شمل مجموع التراب المغربي، وامتد على مدار سنة، من مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2011 إلى نهاية سبتمبر أيلول 2012. وشمل البحث المنجز نحو 9200 أسرة، ورصد بشكل ممنهج وعلى مدار السنة، الأنشطة اليومية لمختلف مكونات الساكنة، رجالا ونساء وأطفالا، مع إبراز هذا النشاط والحيز الزمني المخصص له خلال 24 ساعة. وضم البحث المجالات الفيزيولوجية (النوم، الوجبات...) والمهنية ( إنتاج السلع والخدمات الموجهة للسوق) والمنزلية (السلع والخدمات التي توفرها الأسر لحسابها الخاص) والتربوية ( الدراسة والتكوين وأخيرا الترفيهية والدينية).