دعا رئيس الحكومة كافة الفاعلين المتدخلين في مجال السلامة الطرقية إلى "التعبئة القصوى" من أجل كسب رهان الحد من حوادث السير وفق مقاربة مندمجة وتشاركية، واتخاذ تدابير استثنائية تراعي خصوصية هذه الفترة من السنة، مشيرا إلى أن هذا الأمر "يبقى مقترنا إلى حد كبير بمدى نجاعة وفعالية العمليات المبرمجة خلال الفترة الصيفية". وقال بنكيران في كلمة ألقاها خلال ترأسه، اليوم الأربعاء بالرباط، اجتماعا للجنة المشتركة بين الوزارات للسلامة الطرقية، إنه "إذا كان من شأن تحسن المؤشرات العامة للسلامة الطرقية برسم سنة 2013 أن يبعث على التفاؤل، فإن الارتفاع الطفيف الذي عرفه عدد حوادث السير خلال نفس السنة وعودة بعض المؤشرات الأخرى إلى الارتفاع خلال الأشهر الأولى من هذه السنة يسائل مقاربتنا للموضوع ونجاعة العمل الذي نقوم به في هذا المجال ومقاربتنا له". وأضاف رئيس الحكومة أن "هذا الوضع ليس قدرا محتوما، وإنما آفة خطيرة وظاهرة مشينة لا تشرف بلادنا" مؤكدا بأنه "يمكن التغلب عليها بالعمل الجاد والمنتظم من أجل إيجاد حلول مبتكرة ومتجددة وناجعة وفعالة، والسهر على تنفيذها وتقييم أثرها واتخاذ الإجراءات التصحيحية على ضوء ذلك". وبهذا الخصوص، حثّ بنكيران جميع المتدخلين من على "تسريع وتيرة الأوراش الهادفة إلى تأهيل قطاع النقل بمختلف أبعاده ومكوناته، كما يجب مضاعفة الجهود من أجل تقوية المراقبة وزجر المخالفات وتأهيل البنيات التحتية الطرقية داخل وخارج المدار الحضري، وتكثيف التواصل والتحسيس والتربية على السلامة الطرقية، إضافة إلى تحسين خدمات الإسعاف والتدخل الطبي والتكفل بالمصابين. وبلغة الأرقام أشار بنكيران إلى أن سنة 2013 قد عرفت، مقارنة مع سنة 2012، انخفاضا في عدد حوادث السير المميتة بنسبة 7,53% بالمائة، وانخفاضا مهما في عدد الوفيات بنسبة 8,04%، وكذا تراجعا في عدد المصابين بجروح بليغة بنسبة 4,98%، مؤكدا أن هذا "التحسن لا يجب أن ينسينا كون المؤشرات العامة تبقى مرتفعة جدا مقارنة بدول أخرى".