أبدى بطريرك الموارنة في لبنان بشارة بطرس الراعي تأييده للربيع العربي، لكنه أعرب عن مخاوفه من أن يصبح شتاء بعد مشاهد العنف والحرب والدمار والقتل الحالية معتبرا أن الإنسان هو كل شيء. وتساءل الراعي "كيف يكون ربيعا عربيا ويقتل الناس كل يوم؟"، وقال إن هناك من يتحدث عن العراق والديمقراطية في حين هاجر مليون مسيحي من أصل مليون ونصف مليون من هذا البلد فأين الديمقراطية هناك؟ ورأى في مقابلة مع وكالة رويترز أن حالة الحرب والعنف والأزمة الاقتصادية والأمنية تؤثر على جميع المسلمين والمسيحيين لكن المسيحيين يتأثرون أكثر لأن عددهم أقل وبسبب الأثر الاقتصادي والاجتماعي الذي يتركونه على حد تعبيره. وعن الوضع في سوريا قال الراعي إن مثلها مثل غيرها من البلدان فهي بحاجة إلى إصلاحات يطالب بها الشعب، وأقر بأن نظام البعث السوري هو نظام متشدد دكتاتوري لكن يوجد مثله كثيرا في العالم العربي. وأضاف أن "كل الأنظمة في العالم العربي دين الدولة (عندها) هو الإسلام إلا سوريا وحدها تتميز من دون سواها بأنها لا تقول إنها دولة إسلامية ولكن دين الرئيس الإسلام.. أقرب شيء إلى الديمقراطية هي سوريا". لكنه أردف قائلا "لا أريد أن يفهموا أننا مساندون للنظام السوري لا نساند ولا نعادي أي نظام في العالم لأننا في لبنان قاسينا الأمرين من النظام السوري.. نحن لا ندافع عنه، ولكن نحن نقول إنه يؤسفنا أن تكون سوريا التي تريد أن تعمل خطوة إلى الأمام أن يجري هذا بالعنف والدمار والخراب والقوة والسلاح". ولا يخشى البطريرك الماروني من الإسلام وهو الذي جمع حوله المسلمين والمسيحيين حول شعار "شركة ومحبة" الذي حمله إذ يقول "نحن لا نتحدث ضد طائفة نحن لسنا متخوفين من الإسلام المعتدل نحن نتخوف من المجموعات المتشددة التي تستعمل لغة العنف". وكان مسيحيو لبنان قد انقسموا بشأن مواقف بطريرك الموارنة التي أطلقها في سبتمبر/أيلول الماضي في باريس بشأن تخوفه من "مرحلة انتقالية في سوريا قد تشكل تهديدا لمسيحيي الشرق" بين منتقد لدفاعه عن نظام الأسد وبين من وصفه بأنه حامي الأقليات المسيحية في الشرق. وقال الراعي إنه "يوجد مخططات هدامة في السياسات العالمية ليس الشعب الذي يريدهم (المتشددون).. يوجد دول وراءهم تدعمهم ماليا وعسكريا وسياسيا.. الشعب معتدل لا يريد المتشددين". يشار إلى أن الثورات في البلدان العربية الموسومة بالربيع العربي أدت إلى سقوط أربعة رؤساء.