تستأنف للمرة الخامسة اليوم الثلاثاء محاكمة الصحفيين الثلاثة من قناة الجزيرة الناطقة بالإنجليزية بيتر غريستي ومحمد فهمي وباهر محمد. وكانت محكمة جنايات القاهرة قد أجلت جلسة محاكمة صحفيي الجزيرة المعتقلين في مصر إلى اليوم 22 أبريل/نيسان الجاري، مع استمرار حبسهم. وقد شكك الدفاع في "أدلة" الادعاء ووصفها بأنها مفبركة، وقالت الجزيرة إنها ادعاءات "عبثية"، وذلك حين استؤنفت محاكمة الصحفيين يوم 10 أبريل/نيسان الجاري، على خلفية تهمة "الانتماء إلى جماعة إرهابية ودعمها, وبث أخبار كاذبة تضر بالأمن الوطني". وقد أكد الدفاع للمحكمة أن ما عرض من أشرطة فيديو لا يمت إلى القضية بأي صلة. ويتمثل "دليل" الادعاء في شريط كان بحوزة الزميل بيتر غريستي، وهو عبارة عن بيان من وزير كيني عن هجوم تعرض له مركز تجاري في نيروبي أثناء عمل غريستي بكينيا. وقد عبر الزميل المعتقل محمد فهمي عن اعتقاده بأنه حدث تلاعب في المواد الفيلمية المعروضة على المحكمة، ومنها تسجيلات بشأن العربات التي تجرها خيول في الأقصر ومستقبلها بمصر، إضافة إلى مقطع عن متظاهرين يرفعون شعارات في ميدان التحرير. وهناك أيضا صور لأقباط، وأخرى لأحداث العباسية، وآراء مواطنين عن المرحلة الانتقالية قبل انتخابات الرئاسة السابقة. وتطالب شبكة الجزيرة السلطات المصرية بالإفراج عن جميع صحفييها المعتقلين دونما إبطاء. وقد عبرت الشبكة الجزيرة في بيان سابق عن القلق إزاء استمرار حبس صحفييها بمصر دون وجه حق ورغم عدم وجود أي أدلة ضدهم. وقال مدير الجزيرة الإنجليزية آل أنستي إنه في كل مرة تعرض فيها هذه القضية أمام المحكمة "يرى العالم مدى عبثية الادعاءات ضد فريقنا". وكان الأمن المصري قد اعتقل الصحفيين الثلاثة العاملين في قناة الجزيرة الناطقة بالإنجليزية أثناء ممارسة عملهم الصحفي في القاهرة أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي. وقد بدأت أولى جلسات محاكمتهم يوم 20 فبراير/شباط الماضي، ووجهت لهم تهم عدة، من بينها بث أخبار كاذبة والارتباط بجماعة إرهابية. وقد نُظمت حملات عالمية للتضامن معهم ومطالبة السلطات المصرية بالإفراج عنهم. في هذه الأثناء، يواصل مراسل الجزيرة عبد الله الشامي المعتقل لدى السلطات المصرية إضرابه عن الطعام لليوم ال92 على التوالي، احتجاجا على استمرار اعتقاله في ظروف سيئة منذ منتصف أغسطس/آب الماضي دون توجيه تهم له.