قال الدكتور ادريس لكريني المحلل السياسي و مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات في جامعة القاضي عياض إن معضلة التعليم بالمغرب لم تبرز حاليا، فهي وُجدت منذ سنوات، موضحا أنه "لا يخفى علينا تلك التقارير التى صنفت المغرب منذ مدة طويلة في مراتب جد محتشمة ومتدينة خلف بعض الدول التى تعتبر جد متخلفة". و اعتبر الاستاذ ادريس لكريني في تصريح ل"شبكة أندلس الإخبارية" أن منظومة التعليم لا يمكن لها أن تتجاوز هذه الاختلالات بين عشية وضحاها، فالأمر صعب جدا يضيف لكريني "ولا أعتقد بأن أي حكومة أو جهة ما تستطيع أن تتجاوز الاختلالات في ظرف وجيز"، مشددا على أن "الخطاب الملكي جاء بنقطة مهمة وهي ترتبط بمسألة التعليم. من جهة ثانية اعتبر استاذ العلاقات الدولية بجامعة مراكش أن خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 60 ل"ثورة الملك و الشعب" كان محقا في مسألة القطيعة التي تضعها الحكومات مع سابقاتها، قائلا "كل حكومة عندما تأتي فهي تحاول أن تتجاوز ما راكمته التجارب السابقة وهذا أمر يسيء لمنظومة التعليم " و أعطى مثالا بالتجارب الناجحة عالميا و الرائدة في ميدان التعليم ككوريا الجنوبية التي كانت تستثمر امكانيات مادية مهمة في مجال التربية والتعليم، لأنها لم تكن تعتبر قضية التعليم قضية سياسية او حكومية لها سنة أو سنتين انما قضية استراتجية تعاطت معها من خلال تراكمات واستراتيجيات سمحت لها الان أن تكون في مصف الدول العظمى، يضيف الاستاذ لكريني. وأكد المتحدث على أن التعاطي مع التعليم ومنظومة التربية كما جاء في الخطاب الملكي تقتضي تجاوز النقاشات السياسية الضيقة وبلورة استراتجية بعيدة المدى تسمح بالوقوف على الاختلالات التى يقع فيها هذا القطاع ورسم استراتيجية واضحة المعالم، مشيرا أن هذه الاستراتجية يجب أن تتأتى بوضع نقاش اجتماعي يسمح بانخراط الاحزاب ذاتها ومنظمات المجتمع المدني و النقابات المعنية بقضية التعليم والبحث العلمي وإشراك الباحثين أنفسهم ورجال ونساء التعليم. كما شدد على ضرورة وجود علاقة ثقة بين الباحثين وصناع القرار بعيدا عن التوتر والشك والإقصاء لأن المخرجات التي تأتي بها الجامعة والتقارير والأبحاث، يمكن أن تدعم صناع القرار لإنجاح عقلنة هذه القرارات وتوجيهها الى المعضلات والمشاكل المجتمعية المختلفة .فالدول التي راهنت على البحث العلمي أصبحت الان في مصف الدول العظمى. و بخصوص ما جاء في خطاب الملك حول الصراعات السياسية، اعتبر مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات في جامعة القاضي عياض في ذات التصريح ل "شبكة اندلس الإخبارية" أن مثل هذه الصراعات بين الأغلبية و المعارضة أمر يسيء للمرحلة ويعطي انطباعا للمواطن بأن النخبة مع الأسف وكذالك الفاعلين السياسيين لم يستوعبوا بعد تحديات المرحلة، مضيفا "أن النقاشات التى يجب تُفَعّل في البرلمان بمعارضته وأغلبيته يجب أن تنصب على الشأن العام والسياسات العمومية وعلى مراقبة العمل الحكومي أما الانكباب عن قضايا بعيدة عن هذا الشأن".