بعد أن اختفت كليا من المشهد السياسي والجمعوي قبل عدة أعوام، انبعثت "وداديات الجالية المغربية بالخارج" من رمادها لتثمن مضمون الخطاب الذي أعلن فيه الملك محمد السادس عن إصلاحات دستورية وديمقراطية عميقة، وكأن عاهل البلاد بحاجة إلى هذا الصنف من الجمعيات ذات السمعة السيئة في أوساط المغتربين المغاربة ليدعم المرحلة الجديدة التي يقبل عليها المغرب. وهكذا طلعت علينا وكالة الأنباء الرسمية "ماب" بقصاصة مفادها أن ممثلي بعض هذه الوداديات، عقدوا لقاء يوم أمس الأحد ببروكسيل، أشادوا فيه "بمضامين الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة، يوم الأربعاء الماضي، واصفين إياه ب+التاريخي+ على اعتبار أنه يضع المملكة على طريق بناء صرح المغرب الديمقراطي، وتعزيز الحريات وفصل السلط." وأكد بلاغ صدر في ختام اجتماع لعدد من جمعيات المغاربة المقيمين في كل من بلجيكا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وهولندا وإسبانيا، أن "الإصلاح الدستوري والتصور الجديد للجهوية المتقدمة يعدان ورشين في غاية الأهمية ينضافان إلى المشاريع الهامة التي تم إطلاقها بالمغرب منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، والرامية إلى تدعيم مسلسل الدمقرطة والتنمية". وأكد ممثلو هذه الوداديات، دائما حسب نفس القصاصة، أن الأمر يتعلق بإصلاحات لا رجعة فيها كفيلة من دون شك بالرقي بالمغرب إلى مصاف البلدان الأكثر ديمقراطية، مجددين التأكيد في هذا السياق على تعبئهم الدائم والثابت وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما يتعلق الأمر، يضيف ممثلو هذه الجمعيات، "بتاريخ جديد للمملكة يكتبه جلالة الملك، وثورة جديدة للملك والشعب"، مؤكدين أن هذه الخطوة الجديدة ستطبع دخول المغرب في عهد بناء دولة الحق والقانون التي تحترم الحريات العامة، والخصوصيات الثقافية الوطنية والحريصة على التنمية الاجتماعية والبشرية لمواطنيها. وأكدوا أن خطاب صاحب جلالة الملك محمد السادس "يعكس النضج السياسي والديمقراطي للمغرب، ويبرهن من جديد على روح مبادرة، وقدرة على الاستباق ورغبة ملكية في التغيير الحقيقي والواقعي، الذي حاز احترام قادة أعرق الديمقراطيات الغربية، كما تشهد على ذلك ردود فعل كل من واشنطن وباريس ولندن ومدريد وبروكسيل، إلى جانب منظمة الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية. من حق كل مواطن مغربي سواء في الداخل أو الخارج أن يدلي بدلوه وأن يعبر أن رأيه بكل حرية في الأمور التي تخص مستقبل البلاد والعباد، خاصة إذا تعلق الأمر بقضايا مصيرية مثل المرحلة الجديدة التي تقبل عليها المملكة، ولكن ليس من حق الإعلام الرسمي أن يدلس على الشعب المغربي وأن يقدم بعض الجهات، التي يجهل المهاجرون المغاربة حتى وجودها، على أنها تمثل هذه الشريحة المهمة من أبناء الشعب المغربي. المصدر: أندلس برس