ثمنت العديد من الفعاليات السياسية والجمعوية مضامين الخطاب الملكي السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس الاربعاء الماضي الى الامة مؤكدة أنه من شأن الاصلاحات التي أعلن عنها جلالته أن تعزز المسار الديمقراطي للبلاد. فقد أكد المشاركون في مائدة مستديرة نظمتها مساء اليوم السبت جمعية " منتدى الطفولة والمرأة" بدار الثقافة ام السعد بالعيون أن الإصلاحات الدستورية والسياسية التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في خطابه للأمة يوم الأربعاء الماضي، جاءت لتعزز مسيرة المنجزات التي حققها المغرب في مختلف المجالات . واوضح المشاركون ، في هذه المائدة المستديرة التي نظمت بتنسيق مع الفضاء الجمعوي والمديرية الجهوية للثقافة لتثمين الخطاب الملكي السامي وتعميق النقاش في مضامنه، أن هذه الإصلاحات التي تمثل ورشا كبيرا، جاءت لتدعم المسلسل الديموقراطي والتنموي الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس بعزم وثبات منذ اعتلائه عرش اسلافه الميامين مؤكدين على ضرورة انخراط مختلف الفاعلين من أحزاب سياسية ومجتمع مدني من اجل بلورة هذه الاصلاحات وتحقيق مشروع مجتمع ديمقراطي وحداثي . ومن جهتها اعتبرت جمعية " الواحة للتنمية المستدامة والشؤون الاجتماعية" الخطاب الملكي السامي، الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس للامة يوم الاربعاء الماضي، خريطة طريق لبناء مغرب حداثي ديمواقراطي . واوضحت الجمعية في بلاغ لها توصلت وكالة المغرب العربي للانباء بنسخة منه أمس السبت الى ان الاصلاحات التي جاءت بها الخطاب تعد ثورة حقيقية لتعزيز المسلسل الديموقراطي الذي انخرط فيه المغرب منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي وتستجيب لتطلعات وانتظارات المجتمع المغربي . وأبرزت أن هذه الاصلاحات تجسد حرص جلالة الملك محمد السادس على الرقي بالمملكة الى مصاف الدول الديموقراطية العريقة وجعلها قدوة يحتدى بها بين دول العالم العربي والافريقي داعية الى تضافر جهود جميع مكونات المجتمع المغربي من احزاب سياسية ونقابات ومجتمع مدني من اجل بلورة هذه الاصلاحات على ارض الواقع . ومن جهته أكد المنتدى العالمي للتضامن الانساني والمستقبل أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس الى الأمة يوم الاربعاء الماضي فاق سقف مطامح الامة المغربية وجاء ملبيا لتطلعات الأجيال المستقبلية ومتوجا الاوراش الكبرى التي أطلقها جلالته. وجاء في بلاغ أصدره المنتدى في اعقاب اجتماع طاريء عقده مجلسه التنفيذي لتدارس مضامين وأبعاد الخطاب الملكي ان المنتدى "يقدر ببالغ الاكبار والاعتزاز الهندسة التعديلية وخطة طريق لمستقبل مغرب واعد تضمنها مشروع التعديل الدستوري الشامل الذي يعتبره المنتدى ملامسا لواقع ومنتظرات الشعب المغربي بتوجهاته الاصلاحية وتأسيسه لميثاق ثوري جديد بين العرش والشعب . وأشار البلاغ الى أن أهمية التوجهات الاصلاحية المعلن عنها من طرف جلالة الملك تتجلى بالخصوص في التكريس الدستوري للطابع التعددي للهوية المغربية الموحدة وترسيخ دولة الحق والمؤسسات وتوسيع مجال الحريات الفردية والجماعية وتوطيد مبدأ فصل السلط وتعزيز اليات تخليق الحياة العامة ودسترة الهيآت والحكامة الجيدة معربا عن تجنده وراء هذه الاهداف السامية وانخراطه في كل ما يسهم في تحقيقها . واعتبرت فعاليات المجتمع المدني النشيطة بمقاطعة يعقوب المنصور بالرباط أن مضمون الخطاب الملكي السامي "ثورة جديدة تؤهل المغرب ليظل في مواقعه الريادية المستحقة على درب الاصلاحات الطموحة التي ينجزها بفضل التجاوب العميق والت فاعل المتين بين الملك والشعب". وأكدت هذه الفعاليات التي تمثل العديد من الجمعيات الثقافية والرياضية أن الخطاب الملكي "خطاب تاريخي يستجيب لانتظارات وتطلعات الشعب المغربي قاطبة بمختلف مكوناته المجتمعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفرصة تاريخية لتأهيل المجتمع المغربي على كافة المستويات "مبرزة أن الخطاب الملكي جاء "متجاوبا مع مجموعة من مطالب الشعب المغربي ومن ضمنها على الخصوص الحكامة الجيدة وتخليق الحياة العامة والفصل بين السلط واستقلال القضاء وتفعيل الجهوية لموسعة ودسترة الأمازيغية. وأعربت هذه الفعاليات عن استعدادها للاسهام في النقاش لتقديم اقتراحات وأفكار تساهم منظومة دستورية متقدمة . وبدورهم أشاد المشاركون في ندوة نظمها منتدى الشباب المغربي اليوم الأحد بالرباط، حول موضوع "الموعد مع التاريخ..الإصلاحات الدستورية بعيون الشباب المغربي"، بمضامين الخطاب الملكي السامي . واعتبر المشاركون في هذه الندوة التي تروم وضع تصور عام للشباب حول الإصلاحات الدستورية التي أعلن عنها جلالة الملك أن المرحلة الراهنة تعد حاسمة وتتطلب إشراك جميع الفعاليات لكسب الرهانات المستقبلية المطروحة على الشباب، مشيرين إلى أن الشباب المغربي في حاجة إلى ثورة ثقافية لينخرط في دينامية التغيير بشكل فعلي. أما السيدة ربيعة السعدوني رئيسة التنسيقية القنيطرية لجمعيات المجتمع المدني فأكدت أن الخطاب الملكي السامي يشكل انطلاقة جديدة للحياة السياسية والدستورية بالمغرب. وأوضحت السيدة السعدوني ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن ما تضمنه الخطاب الملكي السامي من ترسانة كبيرة من الإصلاحات المؤسسية يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في الحكامة الترابية بالمغرب، كما أنها تعد بمثابة قفزة نوعية على درب الإصلاح والتطوير ترقى بالمملكة إلى مصاف الديمقراطيات الحديثة. واعتبرت الفاعلة الجمعوية أن خطاب جلالة الملك شكل "خارطة طريق لوضع دستور العهد الجديد، ودعوة لبناء دولة الحق والقانون القوية بمؤسساتها وآليات اشتغالها" مشيرة إلى أن ما تضمنه الخطاب السامي من إصلاحات جاء ليعزز صرح الديمقراطية والحداثة والتعددية والحريات والتنمية والعدالة الاجتماعية والمساواة . وخلصت إلى القول " إن المغرب يعيش اليوم لحظة قوية تلزمنا بتحمل مسؤولياتنا التاريخية، خاصة وأن الإصلاحات التي دعا إليها جلالة الملك جاءت لتعكس تطلعات الشعب المغربي والنخب الفكرية والحركات السياسية ". واعتبر أساتذة جامعيون أن الخطاب الملكي الأخير يشكل لحظة تاريخية تتطلب منا التعبئة واستثمار كل الطاقات من أجل تمكين المغرب من الولوج إلى نادي الدول الديمقراطية العريقة. ودعوا في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء مساء أمس السبت بسلا على هامش فعاليات ملتقى "تاء التأنيث للإبداع النسائي" في دورته الثامنة، جميع الفاعلين إلى تضافر الجهود واستنهاض كل الهمم من أجل التعبئة بهدف التوجه نحو "مستقبل أفضل لكي نجعل من المغرب استثناء في المنطقة العربية. وأشارت السيدة رشيدة بنمسعود ، أستاذة جامعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى أن لخطاب الملكي يسجل منعطفا تاريخيا في مسار المرحلة السياسية الجديدة بالمغرب ويفتح الأفق المغربي على مستقبل واعد يحتوي الحاضر ويستشرف المستقبل ، مبرزة أن أهمية هذا الخطاب تتجلى في كونه وسع دائرة الاستشارة كما أنه لا يعفي اللجنة الاستشارية من الاجتهاد المبدع والخلاق. ومن جهتها، اعتبرت السيدة عائشة بلعربي، أستاذة جامعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، مضامين لخطاب الملكي تشكل نقلة نوعية لبناء الديمقراطية في المغرب ، داعية كافة الفعاليات من شباب ونساء إلى المشاركة في نقاشات الإصلاحات الدستورية. وأكد السيد عزيز رباح رئيس مجلس الجماعة الحضرية للقنيطرة وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة في تاسع مارس والذي أعلن فيه جلالته عن إصلاح دستوري شامل ، "يؤكد من جديد أن المغرب يشكل بالفعل استثناء في العالم العربي الإسلامي". واعتبر السيد رباح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن خطاب تاسع مارس " لا يشكل ثورة فقط على الصعيد الوطني وإنما ثورة في مجموع المنطقة العربية والاسلامية". وأضاف أن الخطاب الملكي "جاء دقيقا من حيث تحديده الواضح لطبيعة الإصلاحات الدستورية وطبيعة محاورها التي سيكون لها الأثر الكبير على المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإشعاعية والحضارية للمغرب "،مبرزا أن المضامين الإصلاحية القوية للخطاب الملكي السامي تحظى بإجماع كافة الفعاليات السياسية والنقابية والجمعوية والشبابية والاقتصادية الوطنية. ومن جانبه أكد رئيس المجلس البلدي لمدينة الفقيه بن صالح السيد محمد مبديع أن الخطاب السامي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس يوم 9 مارس الجاري بمثابة مشروع دولة مستلهم من منظور حداثي ينبني على ركائز وأسس متينة ويؤسس لدولة الحق والقانون . وأوضح السيد مبديع ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن الخطاب الملكي ، الذي يعتبر" ثورة من قمة هرم السلطة إلى القاعدة" ، سيدخل المغرب عهدا جديدا يخول له دستورا يساير ركائز الدولة الحديثة . وبعد أن ذكر بأن المغرب كان دائما ، بفضل مبادرات صاحب الجلالة ، سباقا إلى الانفتاح والتحول السياسي بهدف مأسسة البلاد وتحصينها بمبادئ دستورية وديموقراطية عميقة ، أوضح أن المغرب رفع اليوم من إيقاع هذا التحول بفضل إرادة ملكية شجاعة تجلت اليوم بوضوح في منح المغرب الاليات الكفيلة بحسن تدبير العلاقات بين المؤسات والسلط ، وتحديد المسؤوليات دون ترك أي هامش للتأويل والاجتهاد . وأعرب عن الامل في أن يكون الفاعلون السياسيون والاقتصاديون والاجتماعيون ، على تعدد واختلاف مشاربهم ، في المستوى المطلوب ، وأن يسايروا توجهات صاحب الجلالة ل " نعطي الدليل مرة أخرى على أننا الدولة النموذج في العالمين العربي والاسلامي" .