أمام رجحان خيار الانفصال في استفتاء تقرير المصير لجنوب السودان، تستعد الدول الأوروبية لهذا الخيار،فقد أكدت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينث أن بلادها على استعداد للاعتراف بجنوب السودان كدولة مستقلة في حالة ضمان نتائج الاستفتاء الذي أجري مؤخرا، وحل القضايا الشائكة التي ما زالت عالقة مع حكومة الشمال. وجاءت تصريحات خيمينث، التي أيدت فيها تطلعات جنوب السودان في الاستقلال، ردا على سؤال من عضو مجلس الشيوخ عن الحزب القومي الباسكي إنياكي أناساغاستي خلال جلسة برلمانية عقدت الثلاثاء لبحث احتمالية اعتراف إسبانيا بالدولة الجديدة التي ستنشأ على خلفية الاستفتاء الذي أجري خلال الفترة بين يومي 9 و15 من الشهر الجاري. وعلى الرغم من أن النتائج الرسمية لن تعلن قبل 14 فبراير، إلا أن كافة التوقعات تشير إلى فوز أنصار خيار الاستقلال. وأكدت خيمينث ضرورة التريث لحين معرفة نتيجة الاستفتاء والبت في قضايا مثل ترسيم الحدود أو توزيع الموارد النفطية بالسودان قبل إتمام عملية الانفصال في يوليو المقبل مثلما ينص اتفاق السلام الذي تم إبرامه بين سلطات الشمال والجنوب في عام 2005. وأشارت الوزيرة إلى أنه "اعتبارا من تلك اللحظة ستعترف إسبانيا مثل باقي الدول الشركاء بالدولة الجديدة نتيجة تأييدنا لتنفيذ اتفاق السلام". وتأكيدا على التزام إسبانيا "الصارم" تجاه جنوب السودان، أعلنت خيمينث عن فتح مكتب دبلوماسي لإسبانيا في جوبا، عاصمة الإقليم، لتسهيل عمليات التعاون بين الطرفين. وعلقت الوزيرة الإسبانية أن هذا المكتب سيؤسس في المقر التابع للاتحاد الأوروبي في جوبا. وكانت إسبانيا قد أعادت فتح سفارتها في الخرطوم، عاصمة السودان، في عام 2006 بعد توقيع الهدنة التي أنهت النزاع الذي تفجر في عام 1983 عندما فرض نظام الخرطوم القانون الإسلامي في كافة أنحاء البلاد. كما أشارت خيمينث إلى أن احتمال إعلان استقلال جنوب السودان "لا يتعلق أبدا" بما أعلنته كوسوفو من جانب واحد في فبراير 2008، في إشارة إلى عدم اعتراف مدريد باستقلال برشتينا.