أثارت زيارة البابا بنديكت السادس عشر التي ابتدأها اليوم السبت إلى إسبانيا عدة احتجاجات لمجموعات تعارض هذه الزيارة التي ستكلف دافعي الضرائب ما يقرب من 4 ملايين يورو، وأظهرت كذلك التناقضات بين السياسات التقدمية للحكومة الاشتراكية الاسبانية والنفوذ المتزايد للكنيسة الكاثوليكية بالبلاد. واستغل البابا زيارته لاسبانيا، والتي ابتدأها من مدينة سانتياغو دي كامبوستيلا، لإطلاق رسالة إلى أوروبا وإسبانيا على الخصوص من أجل "التشبث بجذورها المسيحية" وعدم السماح للمادية بطمس ارثها الروحي، كما وجه انتقادا غير مباشر لقانون الإجهاض في البلاد. واعتبر بعض المراقبين هذه الزيارة بمثابة دعم للبابا والفاتيكان للكنيسة الكاثوليكية في اسبانيا في صراعها مع الحكومة الاشتراكية التي أقرت بزواج المثليين وتبنت قانونا يسمح للفتيات في سن السادس عشرة بالإجهاض دون موافقة الوالدين. وبالرغم من هذا الدعم فإن عدد الإسبان الذين يقرون بأنهم غير متدينين في تزايد مستمر حيث أكد ما يقرب من 60 بالمائة من المسيحيين الاسبان، في آخر استطلاع للرأي أجراه شهر سبتمبر الماضي مركز الدراسات الاجتماعية، أنهم لم يحضروا قط قداسا دينيا وأن 14 بالمائة فقط يمارسون الشعائر الدينية المسيحية بانتظام. وقال البابا، الذي كان استقباله لدى وصوله إلى سانتياغو دي كامبوستيلا الأمير فيليب والاميرة ليتيثيا، "أنا أيضا أرغب في تشجيع اسبانيا وأوروبا على بناء حاضرهما وتخطيط مستقبلهما على اساس الحقيقة الاصيلة بشأن الانسان." وقد حل البابا مساء اليوم السبت إلى مدينة برشلونة، المحطة الثانية لهذه الزيارة التي ستستغرق 32 ساعة وهي ثاني زيارة له لاسبانيا منذ انتخابه للبابوية في 2006. وكان في استقباله بمطار البرات رئيس الحكومة المحلية الكطلانية، خوسي مونتيا، لكن مجموعات معارضة لهذه الزيارة نظمت مظاهرة في قلب برشلونة للتعبير عن رفضها لزيارة البابا.