تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي شريط فيديو لشخص يؤكد فيه أن شقيقه "بنعيسى. ق" الذي تم دفنه سنة 2007 بمدينة سيدي قاسم يوجد على قيد الحياة ويعمل بضيعة فلاحية. هذا وتحقق عناصر من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، هذه الأيام، في هذه القضية الغريبة والمثيرة التي سبق أن هزت أحداثها الرأي العام بمنطقة الغرب. والتمس المحققون من محمد مرزوكي، الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، إعطاء أوامره للجهات المسؤولة قصد منحهم ترخيصا بالولوج إلى السجن الفلاحي "أوطيطة2" لاستنطاق معتقل يدعى "ج. ج"، له صلة بالتحقيقات التي تجريها عناصر الفرقة الأمنية نفسها بتعليمات من النيابة العامة في مقطع الفيديو يدعي من خلاله المواطن "المصطفى. ق" أن أخاه، الذي تم التشطيب عليه من سجلات الحالة المدنية بدعوى وفاته، مازال حيا يرزق. المعطيات الأولية لأبحاث الفرقة الوطنية كشفت أن هذه القضية لها علاقة وطيدة بجريمة قتل ارتُكبت، في غشت 2007، بضيعة فلاحية تقع بدوار "أولاد سيدي بجاج" دائرة "سوق أربعاء الغرب"، راح ضحيتها أحد المستخدمين بالضيعة نفسها التي كان يعمل بها أيضا الشاب الذي ظهر إلى الوجود بعد مرور عقد من الزمن على تشييع جنازته ودفنه بمقبرة "أولاد مويسة" بدوار "طيايرة" الواقع بجماعة "ارميلات" إقليمسيدي قاسم. جلسة استماع المحققين إلى الشاب بنعيسى سلطت الضوء على تفاصيل صادمة تتعلق بمرحلة غياب هذا الأخير عن أسرته في ظروف غامضة، وكذا ظروف ترحيله من الضيعة التي كان يشتغل فيها بمدينة "سوق أربعاء الغرب" بسبب معاينته للجريمة المذكورة، والتي تورط فيها ابن صاحب الضيعة، الذي يوجد رهن الاعتقال بسجن "أوطيطة2′′، الذي تنتظر الفرقة الأمنية الضوء الأخضر للانتقال إليه قصد الاستماع إلى أقواله بشأن الاتهامات الموجهة إليه وإلى متورطين آخرين. وأضاف بنعيسى، في تصريحاته للضابطة القضائية، أن المشتبه فيه قتل المستخدم المذكور بقطعة حديدية أصابت الهالك في الرأس، قبل أن ينقل الجثة، بمساعدة شخص آخر، إلى خارج الضيعة والتخلص منها داخل قناة مائية مجاورة، مبرزا أن المتهم الرئيسي جرد "بنعيسى" من ملابسه وألبسها القتيل قبل رميه الجثة بقناة مائية للري، ثم عمل على ترحيله ليلا بسيارة إلى منطقة يجهل موقعها، وسلمه إلى شخص آخر قام باحتجازه هناك وسط إسطبل للأغنام والأبقار، قبل أن تكتشف أسرته وجوده في عين المكان، بعد توصلها بمعلومات تؤكد أن الجثة التي تسلمتها داخل نعش مشمع من قبل المصالح الأمنية ووارتها التراب مباشرة بعدما مُنعت من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليها، تعود للشخص الذي قُتل بالضيعة سالفة الذكر. وبناء على الشكاية التي تقدمت بها أسرة بنعيسى، أمر الوكيل العام لدى استئنافية القنيطرة بفتح القبر وإخراج الرفات المدفون به لتحديد هوية صاحب الجثة، حيث تم إجراء فحص أنتروبولوجي عليها، وكانت نتائجه موضوع تقرير مفصل في الموضوع قاد المحققين إلى الكشف عن لغز هذه القضية.