استنفرت الأجهزة الأمنية بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بمكناس جهودها لحل لغز مقتل فرنسي وابنته، حيث عثر رجال الدرك على جثتيهما محللتين عشية يوم الاثنين الماضي داخل فيلا بضيعة الفرنسي بالجماعة القروية «سبع عيون» ضواحي مدينة مكناس، و يتعلق الأمر بالفرنسي المسمى قيد حياته «كريستيان»، والمعروف بين أهل المنطقة باسم «مصطفى»، في عقده السابع، حلّ بالمنطقة منذ أزيد من عشر سنوات، وتزوج من مغربية توفيت منذ سنتين من الآن، و تبنى بعدها شابة دون سن ال17 ابنة له، التي وجدت جثتها إلى جانب جثة أبيها الفرنسي بالتبني . وعلمت «اليوم24» أن عناصر الدرك الملكي اعتقلوا، مساء أول أمس الثلاثاء، أربعة شبان من ذوي السوابق العدلية، ينحدرون من منطقة ويسلان وسبع عيون بالقرب من مكناس، الذين تحوم حولهم شبهة اقتحام ضيعة الفرنسي بدافع السرقة، واقتراف جريمة قتل في حقهما، إذ جرى وضع المشتبه بهم الأربعة، بأمر من الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمكناس، تحت تدابير الحراسة النظرية لتعميق البحث معهم، ومواجهتهم بوقائع الحادث الذي هز المنطقة. وكشفت مصادر متطابقة أن أبحاث الشرطة القضائية للدرك الملكي بمكناس مازالت متواصلة بمسرح الجريمة، حيث ينتظر أن تستمع لابنة زوجة الفرنسي، المغربية التي توفيت، حيث سبق لها أن تقدمت بشكايات أمام محاكم مكناس في مواجهة الفرنسي زوج أمها، تطالبه بحصتها من الإرث الذي تركته أمها قبل وفاتها، ومن ضمنه الضيعة والفيلا اللتان كانتا مسجلتين في ملكية والدتها المغربية، فيما أمرت النيابة العامة بإغلاق الفيلا، ومنع الولوج إليها، إلى أن تنتهي عناصر الفرقة العلمية والتقنية للدرك من عملية رفع البصمات، وتجميع كافة المعطيات بالفيلا وخارجها، لسبر أغوار هذه الجريمة التي فرضت على المحققين اتباع فرضيات مختلفة، ذلك أن المصادر ذاتها أفادت أن الأبحاث استبعدت فرضية وقوف متطرفين وراء مقتل الفرنسي وابنته، بعد أن شاع بين أهل القرية التي توجد بها ضيعة الفرنسي بأنه تعرض وابنته لعملية ذبح بشعة من الوريد إلى الوريد على طريقة «داعش»، وهو ما نفاه المحققون المركزون على أن عملية اقتحام الضيعة ليلا بغرض السرقة تمت من قبل أشخاص، اكتشف أمرهم الفرنسي فبادروا إلى قتله وابنته، وهو ما يفسره اختفاء سيارته من نوع «كونكو»، المركونة بالقرب من «الفيلا» بوسط الضيعة، ومحتويات أخرى لم تكشف عنها بعد التحقيقات الجارية. يذكر أن واقعة اكتشاف جثة الفرنسي في عقده السابع، وبقربها جثة شابة مغربية تبناها الفرنسي ابنة له في عقدها الثاني، داخل الفيلا بضيعة الفرنسي ضواحي مكناس، كان وراءها حارس ضيعة مجاورة، الذي انتبه إلى انبعاث رائحة نتنة ومنفرة شبيهة برائحة الجيفة، تزكم الأنوف من داخل الفيلا، ما دفعه إلى إخطار عون للسلطة الذي أشعر القائد والدرك بالأمر، حيث أمرت النيابة العامة بالدخول إلى الضيعة والفيلا، ليفاجؤوا بجثتي الضحيتين وقد تحللتا ببهو يتوسط الفيلا، ليتم نقل الجثتين إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس لإخضاعهما للتشريح الطبي، حيث لم تظهر حتى الآن نتائجه لمعرفة الأسباب التي أدت إلى الوفاة، خصوصا وأن الجثتين وجدتا في حالة من التعفن نتيجة مرور أزيد من خمسة أيام عن بقائهما بداخل الفيلا . ويأتي حادث مقتل الفرنسي وابنته بضيعته بعد أسابيع قليلة على وضع أمن مكناس يده على أفراد عصابة متخصصة في سرقة الأغنياء، سبق لهم أن نفذوا 50 عملية سطو على فيلات وإقامات فاخرة بأحياء راقية بالعاصمة الإسماعيلية، وكانوا يستهدفون السيارات الفارهة والمحتويات النفيسة بإقامات الأغنياء.