يخلّد العالم، السبت، اليوم العالمي لمكافحة الالتهابات الكبدية، والذي يصادف الثامن والعشرين يوليوز من كل سنة، وسط استمرار إصابة ملايين الأشخاص عبر العالم بهذا الداء، إذْ يُقدّر عدد المصابين به على الصعيد العالمي ب17 مليون شخص، حسب أرقام منظمة الصحة العالمية. في المغرب يُقدّر عدد الأشخاص المصابين بالالتهابات الكبدية، ب400 ألف شخص، أي 1،2% من الساكنة، حسب أرقام منظمة الصحة العالمية دائما؛ لكنّ خطورة هذا الداء لا تكمن فقط في ارتفاع عدد المصابين به، بل لكونه “مرضا خفيّا”، تجهل الأغلبية الساحقة من حامليه أنهم مصابون به. وكان المغرب قد بلْور مخططا استراتيجيا لمكافحة الالتهابات الكبدية؛ لكنّ هذا المخطط لم يُفعّل بعد. وقالت الجمعية المغربية لمحاربة السيدا، في بلاغ صادر عنها، إنّ على الحكومة أن تُبادر إلى تفعيل المخطط الإستراتيجي سالف الذكر، لتقليص عدد المصابين بالالتهابات الكبدية ومنع استشراء الداء. وشدّد أحمد الدريدي، عضو الجمعية ذاتها، في تصريح صحفي، على ضرورة تفعيل المخطط الوطني لمكافحة الالتهابات الكبدية، والذي أعلن عنه شهر أبريل سنة 2016، بدعم من مكتب منظمة الصحة العالمية، والمندرج ضمن المخطط العالمي لمكافحة الالتهابات الكبدية 2016-2021. الجمعية المغربية لمحاربة السيدا طالبت كذلك بتمكين المواطن المغربي من حقه من الاستفادة والولوج إلى الأدوية الخاصة بعلاج الالتهاب الكبدي “س”، والمعروفة بمضادات الفيروسات ذات الفعالية المباشرة “AAD”، والتي تعطي نتائج علاجية جيدة، بجعلها مشمولة بنظام المساعدة الطبية “راميد”. ويُعدّ غياب التمويل الكافي من أبرز العوائق التي تحد من القضاء على الالتهابات الكبدية، حسب الجمعية ذاتها، وهو ما دفعها إلى إطلاق حملة ترافعية منذ شتنبر 2016، لحث الأحزاب السياسية، بمناسبة الانتخابات التشريعية، على دمج نقطة تمويل ودعم المخطط الوطني للقضاء على الالتهابات الكبدية كأولوية في برامجها الانتخابية. وما زالت الجمعية المغربية لمحاربة السيدا تخوض حملتها الترافعية في سبيل تحقيق هذه الغاية؛ فقد وجّهت، مطلع شهر يوليوز الجاري، مراسلة إلى الفرق النيابية الممثلة في البرلمان، من أجل أن تأخذ مسألة تمويل المخطط الوطني للقضاء على الالتهابات الكبدية بعين الاعتبار في القانون المالي لسنة 2019. وقال أحمد الدريدي في تصريح صحفي، “نحن نطالب الأحزاب السياسة وفرقها النيابية في البرلمان بالالتزام بالوعود التي أطلقتها إبّان حملة الانتخابات التشريعية، وأن يعملوا ليضم القانون المالي لسنة 2019 تمويل المخطط الوطني للقضاء على الالتهابات الكبدية”.ونادى الدريدي بضرورة تمكين المواطنين من الولوج إلى الحق في الصحة، بتمكينهم من التحليلات؛ “لأن مرض الالتهاب الكبدي مرض خفي، ويتم علاجه قبل أن يتطور إلى تشمع كبدي أو سرطان كبد”، لافتا إلى أن التشخيص المبكر يمكّن من العلاج النهائي في حدود ثلاثة أشهر أو ستة أشهر.