يبلغ عدد المرضى المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي «باء» و»سين» في المغرب 3 ملايين مصاب، ويصيب المرض 500 مليون شخص عبر العالم، أي أن عدد المرضى يتضاعف 10 مرات مقارنة بمرضى فقدان المناعة المكتسبة/ السيدا، ويلقى أزيد من مليون ونصف شخص حتفهم، سنويا، جراء الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي «أ» أو «ب». ويعيش شخصان من أصل خمسة فقط، حيث يكون الفحص ممكنا وسهل الولوج بالنسبة إلى نصف السكان. وعلاوة على ذلك، فإن نصف سكان العالم يعيشون في بلدان لا توجد فيها أي إجراءات من أجل إجراء أبحاث حرة، و41 في المائة من السكان يعيشون في بلدان لا يوجد فيها أي تمويل من قِبَل الحكومات من أجل علاج التهاب الكبد الفيروسي من نوع «بي» و»سين». ويُخَلِّد المغرب، على غرار 60 بلدا، يوم غد الأربعاء اليوم العالمي لالتهابات الكبد الفيروسية الذي يمثل فرصة للتحسيس بهذا الداء، ويتمحور اليوم العالمي لهذه السنة حول موضوع «التشخيص المبكر لالتهابات الكبد الفيروسية، ردة فعل يمكنها أن تنقذ»، وتهدف حملة 2010 إلى إبراز التأثير الإنساني لأمراض الكبد الفيروسية، وخاصة، إزالة الغموض الذي يلف هذا الداء، الذي لم يتوقف عن الانتشار بشكل واسع. ويتوقع خبراء المنظمة العالمية للصحة اكتساحا لهذا الداء، وهو ما سيخلف عبئا اقتصاديا واضحا خلال العشر والعشرين سنة المقبلة. ووجه إدريس جميل، رئيس جمعية إغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي، وعضو اللجنة العلمية للرابطة العالمية لأمراض الكبد الفيروسية، مراسلة إلى وزيرة الصحة، من أجل التماس دعم هذه المصلحة للتوصية حول الالتهابات الكبدية الفيروسية، التي ستتم مناقشتها تحت رقم أجندة 11.12 خلال الاجتماع ال63 للجمع العالمي للصحة، الذي سينعقد في ماي الجاري. وأكد استقراء للرأي قامت به الرابطة العالمية لالتهابات الكبد الفيروسية، لحساب المنظمة العالمية للصحة، أن هناك توافقا دوليا حول الحاجة الملحة إلى مخطط عمل شامل ومنسق حول هذا الداء. وبين كذلك أن 4 دول من أصل 5 ترغب في التحرك من أجل القضاء على داء التهاب الكبد الفيروسي، غير أنها في حاجة إلى المساعدة والدعم في هذا الإطار. وأضاف إدريس جميل، في ندوة صحافية، نظمت في الدارالبيضاء يوم الجمعة الماضي، بمناسبة اليوم العالمي لالتهابات الكبد الفيروسية، أن «المشكل في أمراض الالتهاب الكبدي الفيروسي هو أن المصابين به لا يدركون ذلك، ولا تولى أهمية إلا نادرا لأهم أعراض هذا المرض، خاصة التعب والعياء، وآلام المعدة وأيضا التقيؤ». ونشرت الرابطة العالمية للالتهابات الكبدية الفيروسية الشهر الماضي، تقريرا مفصلا حول التهابات الكبد الفيروسية، برعاية المنظمة العالمية للصحة، وهذا التقرير الأول من نوعه يبين هول هذا الداء وخطورته، وكشف التقرير أنه بالنسبة إلى 135 دولة، 80 في المائة منها تعتبر أن الالتهابات الكبدية الفيروسية «باء» و»سين» حالة طوارئ صحية، في حين وضعت 70 في المائة من هذه الدول استراتيجيات وطنية للوقاية ومراقبة الالتهابات الكبدية الفيروسية. وصرحت 41 في المائة من الحكومات، التي شملها هذا المسح، أنها مولت حملة تحسيسية بخصوص خطورة التهاب الكبد الفيروسي «باء» و»سين» خلال الخمس سنوات الأخيرة.