تشكل نسبة المغاربة المصابين بالتهابات الكبد الفيروسي «بي وسي» 3 % ، علما بأن عدد سكان المغرب يناهز الأربعين مليون نسمة. كما أن عدد المصابين بهذا المرض، الذي يدخل في خانة الأمراض المزمنة، يفوق بكثير عدد المصابين بداء فقدان المناعة المكتسب، حسب الدكتور إدريس جميل، رئيس «جمعية إغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي» والرئيس المؤسس ل«الجمعية المغاربية لأمراض الكبد الفيروسية». وأضاف الدكتور، الذي أشرف على ورشة تكوينية نظمتها الجمعية، أمس الجمعة، بالدارالبيضاء، لفائدة أعضاء «الجمعية المغربية للصحافة الطبية» أن « شخصا من بين 12 في العالم يحملون المرض، غير أنهم يجهلون ذلك ويتعايشون معه بشكل عادي» وفق آخر الإحصائيات العالمية، أي أن 500 مليون شخص مصابون حاليا بهذا المرض وأغلبهم لا يدركون ذلك. كما أن المرض يتسبب في وفاة 1.5 مليون شخص سنويا». وتسعى جمعية إغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي إلى تصنيف هذا المرض في مصاف بعض الأمراض من قبيل مرض السيدا والسل، حتى يتم تصنيفه ضمن أهداف الألفية للمنظمة العالمية للصحة، إلى جانب هذه الأمراض. ويظل انعدام التغطية الصحية لعدد كبير من المواطنين حائلا أمام محاربته، وحتى إن توفرت فإنها تكون ناقصة، حسب إدريس جميل الذي اعتبر تعميمها على الصعيد الوطني ضرورة أساسية وملحة لتحقيق أهداف الجمعية بهذا الخصوص، بالإضافة إلى التكفل بالثلث المتبقي. ويبقى الكشف المبكر للمرض السبيل الأنجع لعلاجه، حيث أثبت الواقع، حسب الدكتور جميل، أن « عددا مهما من الحالات المرضية تتماثل للشفاء، ومنها من شفي تماما»، مضيفا أن الوقاية تسمح بتقليص تكاليف النظام الصحي، إذ أن تكاليف علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي «بي» تقدر في حالة زرع الكبد بحوالي مليوني درهم، بالإضافة إلى تكاليف المرض غير المباشرة. وتبقى الاتصالات الجنسية، واستعمال آلات حادة غير معقمة بشكل تناوبي، والقيام بوشم أو «بيرسينغ»، و استعمال نفس فرشاة الأسنان... في مقدمة طرق انتقال المرض من الشخص المصاب بالمرض إلى آخر سليم. ويعتبر التهاب الكبد الفيروسي من فئة «بي» أكثر عدوى من داء فقدان المناعة المكتسب «السيدا»، كما يمكن أن يبقى نشيطا خلال 7 أيام. وتعتزم «جمعية إغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي»، بمناسبة اليوم العالمي للالتهاب الكبد الفيروسي، الذي يصادف 19 ماي من كل سنة، تنظيم مسيرة لمحاربة المرض تحت شعار «جميعا ضد أمراض التهاب الكبد الفيروسي»، في 31 من ماي الجاري، بكورنيش الدارالبيضاء، للتحسيس بخطورته.