تجاوز عدد الإصابات بالأمراض الخطيرة والمزمنة في المغرب ثلاثة ملايين، وفق آخر الإحصائيات، وهو رقم اعتبره الأطباء المشاركون في ملتقى «ائتلاف ربيع الصحة»، الذي انعقد الجمعة الماضي بالدار البيضاء، تحت شعار «الأمراض المزمنة والخطيرة، التكفل بعلاجها يبدأ بمعرفتها». واعتبر الأطباء أنفسهم أن الخطورة تكمن في عجز عدد كبير من المرضى عن مواصلة العلاج نظرا لغلاء التكاليف، وغياب التغطية الصحية، التي لا تشمل سوى 30 في المائة من السكان، بينما تبقى شريحة واسعة من المجتمع المغربي تعاني من صعوبة تلقي العلاجات الصحية بسبب عدم تكافؤ الفرص في توفير العلاج في مجموع مناطق البلاد، وعدم التوافق بين العرض والطلب لعلاج بعض الأمراض. وتأتي الالتهابات الكبدية والقصور الكلوي والروماتويد المفصلي والسكري والضغط الدموي في مقدمة الأمراض المزمنة والخطيرة بالنسبة إلى المغاربة، ذلك أن أزيد من 3000 شخص يتطلبون سنويا علاجا مركزا لغسيل الكليتين، لكن جزءا منهم فقط هو الذي يحظى بالعلاج، وحاليا، يخضع بالمغرب فقط 7000 شخص مصاب لتصفية الدم، وتتفاقم خطورة هذا المرض عندما يواكبه فقر الدم. تقول آمال بورقية، مختصة في أمراض الكلى، ورئيسة جمعية الكلى:« يعتبر فقر الدم عاملا مرضيا تنتج عنه عواقب وخيمة، فهو يزيد من تطور القصور الكلوي ويؤثر على جودة الحياة»، وبالنسبة لمرضى القصور الكلوي فإن 46 في المائة من الخاضعين لتصفية الدم لا يتلقون علاجا ضد فقر الدم. ويوجد في المغرب 3 في المائة من المغاربة مصابين بالتهاب الكبد، أي مليون شخص، غير أن التهابات الكبد الفيروسية تتجاوز المعطيات الإحصائية المرتبطة ببعض الأمراض الخطيرة كالسرطان والسيدا. وأكدت دراسة أنجزها التنسيق الجمعوي« ربيع الصحة» أن 40 في المائة من المنخرطين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الذين سبق لهم أن تقدموا بملفات تعويض أكدوا وجود صعوبات في دفع تسبيق مالي عند الاستشارة أو حتى في تغطية النفقات الطبية الأخرى، في حين أكد 77 في المائة من المستفيدين أنه لم يتم إخبارهم بالحقوق التي تضمنها لهم تغطيتهم الصحية. ويأتي الأداء المباشر على رأس قائمة العوائق التي تحول دون حصول المستفيدين من التغطية الصحية الإجبارية على العلاج، حيث إن 72 في المائة يبلغ صافي دخلهم أقل من 3000 درهم، وأكثر من ثلث المنخرطين يبلغ دخلهم أقل من 2000 درهم، حيث تشكل الأدوية نسبة كبيرة من التكاليف العلاجية، التي تتجاوز بكثير ميزانيات المرضى. ويؤكد البروفيسور ادريس جميل، رئيس التنسيق الجمعوي بأن: « التغطية الصحية للأمراض طويلة الأمد والحصول على الأدوية عامل أساسي وحاسم فيها، فحياة المرضى تتعقد بالموازاة مع المرض الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى ظهور أعراض وأمراض مختلفة، بالإمكان التكفل بعلاجها بواسطة الأدوية».