تتسبب التعفنات التنفسية الحادة بنسبة 35 في المائة في حالات وفيات الأطفال المغاربة، حسب مصدر من وزارة الصحة، خاصة بالنسبة إلى الفئات دون الخمس سنوات. وعزا المصدر هذه النسبة إلى التأخر في الاستشارة الطبية، واستعانة الأسر بأدوية صيدلية، غالبا ما تكون عبارة عن مضادات حيوية، اعتبرها المصدر من أخطر الأدوية خاصة إذا لم يكن المضاد الحيوي ملائما لنوع التعفن، ويتفاقم الخطر عندما يصبح المضاد عديم الفاعلية عند الاستعانة به مرة أخرى، غير أن خطورة التعفنات التنفسية تصبح أقل عندما يتجاوز الأطفال عتبة الخمس سنوات، إذ يصبح الجهاز التنفسي عند الطفل أكثر مقاومة حيث يكتسب مواصفات الراشدين. وأفاد المصدر نفسه بأن 5.5 ملايين من الاستشارات الطبية بالمغرب تكون بسبب الأمراض التنفسية الحادة أو المزمنة (الضيقة)، 3.7 ملايين منها تتوجه إلى القطاع العام، و1.8 مليون تختار القطاع الخاص. وأضاف أن 31 في المائة من الاستشارات الطبية ترتبط بالجهاز التنفسي العلوي (الأنف، الأذن، الحنجرة) والجهاز التنفسي السفلي (القصبات الهوائية أو الرئوية) وتتعلق بالزكام أو الأنفلونز . وتهم 46 في المائة من الاستشارات الفئة ما بين خمس و14 سنة، فيما يهم الباقي فئة 15 سنة فما فوق، ويمثل التهاب اللوزتين والتهاب القصبات الهوائية 95 في المائة في حين تمثل الاستشارات الطبية للأمراض التنفسية المزمنة والحادة في نفس الوقت، مثل الربو أو التهابات القصبات الهوائية المزمنة، 15 في المائة. ورغم أن التعفنات التنفسية تتقلص نسبة الإصابة بها في فصل الصيف مقارنة مع فصل الخريف والشتاء، حسب المصدر نفسه، إلا أنه يجب تجنب الحرارة وشرب كمية كبيرة من الماء خاصة بالنسبة إلى الأطفال والمسنين. ويرتفع عدد المصابين بالزكام الموسمي ما بين الأسبوع الأول من دجنبر والأسبوع الأخير من فبراير، وتشير إحصائيات وزارة الصحة، إلى أن الذين يستشيرون الطبيب يشكلون 18 في المائة. وأكد الدكتور عبد العزيز عيشان، اختصاصي في أمراض الجهاز التنفسي وأمراض الحساسية بمستشفى 20 غشت بالدار البيضاء، أن ارتفاعا ملحوظا سجل في عدد المرضى بالتعفنات التنفسية والأمراض المزمنة والحادة، حيث إن ما بين سبع إلى عشر حالات مرضية تتوافد يوميا على قسم الأمراض التنفسية، وأن ثلاث حالات منها تمكث بالمستشفى إلى حين استقرار وضعها الصحي. ورغم أن الأمراض التنفسية تكون حدتها أقل في فصل الصيف إلا أن المناطق الساحلية التي تجتمع فيها الحرارة بالرطوبة تشكل خطرا على الذين يعانون أمراضا مزمنة، إذ إن الاضطرابات الجوية تؤثر سلبا على الجهاز التنفسي، ونصحهم ب«العلاج المداوم» مثل أخذ أقراص «الكورتيزون» والرشاشات بالنسبة إلى حالات الربو المزمن.