ارتفع عدد الإصابات بأنفلونزا الخنازير على المستوى الوطني إلى 717 حالة بعد ثبوت إصابات جديدة في كل من طنجة، مراكش، الدارالبيضاء، فاس، مكناس، تمارة، الرباط وإفران. وبلغ عدد الإصابات بالوسط المدرسي 367 إصابة، أكدت بشأنها وزارة الصحة أنها حالات غير معقدة وتخضع للعلاج بمقر سكناها. هذا في الوقت الذي تستمر فيه عملية تلقيح الحجاج رغم بعض التحفظات المسجلة في أوساط عدد منهم تخوفا من آثار جانبية محتملة للقاح، سيما بالنظر إلى الرقم غير المشجع في نظر العديدين والذي لايزال ضئيلا للمستفيدين من اللقاح في الأوساط الطبية، في حين انطلقت عملية تلقيح نزلاء السجون وفق مسطرة الأولويات التي اعتمدتها وزارة الصحة والتي كنا قد تطرقنا إليها في مقال سابق، والتي من المقرر أن تشمل نزلاء الخيريات والملاجىء ودور المسنين. وفي السياق ذاته، أكد مصدر طبي رفيع المستوى، ما كنا قد أشرنا إليه في مقال سابق، حول احتمال تعرض الشخص المصاب بأعراض الأنفلونزا سواء الموسمية أو التي يتسبب فيها فيروس أ «إتش1إن1 » لمضاعفات جانبية في حال تلقيه العلاج بالأدوية التي تحتوي على مادة الأسبرين، مشيرا إلى أن هناك مضادين للحمى وهما الأدوية التي تحتوي على "الأسبرين" من قبيل "أسبجيك وأسبرو..." وأخرى تتكون من "الباراسيتامول" مثل "دوليبران، دافالكان..." ثم هناك نوع ثالث مضاد للالتهاب مشابه للأسبرين له مفعول ضد الحمى وضد الالتهابات. وأضاف ذات المصدر أن الأدوية التي تحتوي على الأسبرين لاينصح بها في بعض الأمراض الفيروسية، وعلى العكس ينصح بالباراسيتامول لأن الأسبرين في بعض الأحيان يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية "متلازمة ري" وتظهر عند بعض الأشخاص الذين يعانون تعفنات فيروسية وليست بكتيرية أو طفيلية، وهو أثر جانبي لايظهر على الجميع، ويتسم بنوع من الخطورة بالنسبة للأطفال، مشيرا إلى أن العديد من أنواع الأنفلونزا كلها أمراض فيروسية، وبأن ثلث الاستشارات بالمراكز الصحية مرتبطة بالأمراض التنفسية، وعليه يتخذ الأطباء احتياطات بمنح الباراسيتامول للمصابين بالحمى كأولى الأعراض، تفاديا لأية مضاعفات في هذا الإطار. من جهة أخرى تطرق مصدرنا إلى نجاعة المضاد الفيروسي المستعمل حاليا للعلاج من أنفلونزا الخنازير والذي ثبتت فعاليته منذ سنين في علاج أنواع الأنفلونزات المختلفة، مؤكدا على أنه الاختيار الأول، مشيرا إلى أنه في حال ظهور مقاومة للفيروس سيتم الانتقال إلى وصفة ثانية للعلاج بأدوية مضادة هي الأخرى للفيروس مصنعة من "الزاناميفير" ، وهما معا يتوفر المغرب على كميات مهمة منهما. وفي هذا الصدد أوضح المصدر الطبي أن العديد من المواطنين وعند فحصهم يتساءلون عن عدم منحهم المضاد الفيروسي، وأرجع سبب ذلك لأن حالتهم بسيطة. فالشخص البالغ الذي لايعاني من مرض مزمن وبه بعض الحمى أو السعال أو العطس أو صداع في الرأس والإعياء توصف حالته بكونها بسيطة/عادية، ويتم منحه العلاج العرضي وينصح بالخلود للراحة لمدة 5 أيام مع اتخاذ الاحتياطات الضرورية لعدم نقل العدوى إلى أشخاص آخرين، أما الفئات التي يتم منحها المضاد الفيروسي مباشرة، فهي المحددة من الناحية الطبية عالميا في النساء الحوامل، الأطفال من 6 أشهر إلى 5 سنوات، الأشخاص المسنون فوق 65 سنة والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالقصور الكلوي والالتهاب الكبدي وأمراض الجهاز التنفسي، وبأن هذه الحالات ومخافة تعرض حالتها الصحية لمضاعفات/تعقيدات يتم توجيهها للمستشفى وفق رأي الطبيب المعالج، قصد الخضوع للعلاج والمراقبة.