أطلق التحالف العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي، وهو منظمة غير حكومية تمثلها في المغرب الجمعية المغربية لإغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي، بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي الذي وافق يوم الاثنين 19 ماي، نداء لحكومات العالم بأسره لبذل المزيد من الجهود من أجل محاربة هذا الداء والترويج لأساليب الوقاية، التشخيص والعلاج الموجه للأشخاص المصابين بالتهابات الكبد الفيروسية المزمنة «ب» و«س». التحدي الذي يطرحه التهاب الكبد الفيروسي يكمن في تحسيس السلطات الصحية وصانعي القرار السياسي بأنه إذا لم نواجه هذا المرض اليوم فإنه سيصبح عبئا كبيرا خلال العشرين سنة المقبلة، لأن سرطان الكبد سيظهر مستقبلا لدى المرضى الحاليين. لذا يبقى من الأفضل الاشتغال اليوم عوض أن نصبح عاجزين عن المواجهة غدا»، يقول البروفيسور ادريس جميل، رئيس الجمعية المغربية لإغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي، وأحد الأعضاء الإثنا عشر في فريق الصحة العمومية بالتحالف العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي ويضيف: «في هذا الإطار تود جمعيتنا أن تهنئ الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي على قراره من أجل محاربة التهاب الكبد الفيروسي وذلك بالتكلف الكلي بالعلاج كما هو الحال بالنسبة إلى الأمراض المزمنة وطويلة الأمد الأخرى». صاحب إطلاق هذا النداء العالمي لمحاربة التهاب الكبد الفيروسي إطلاق مشروع «أطلس التهابات الكبد الفيروسية: إتمام الخريطة»، والذي يهدف إلى أن يكون أول خريطة إحصائية تجمع بشكل دولي عالمي الإحصائيات والمعلومات المتعلقة بالتهابات الكبد الفيروسية المزمنة «ب» و«س». وقد تم إطلاق هذا الأطلس أو الخريطة الخاصة بالتهاب الكبد الفيروسي بسبب الخصاص الصادم في الإحصائيات العالمية الحديثة والتي يجري تحيينها باستمرار حول الفيروسين. وأكد شارل كور، رئيس التحالف العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي، أن النقص الحالي في المعطيات يستدعي ضرورة تطبيق مراقبة أفضل على المستوى المحلي، الوطني والدولي، قائلا: «إذا كان من الصعب الوصول إلى هذه المعلومات، فكيف ستكون الحكومات قادرة على مواجهة هذه الأمراض التي تقتل 1.5 مليون شخص سنويا؟». وأضاف «تشتغل الحكومات بدون معطيات إحصائية ويتحتم عليها بذل المزيد من الجهود من أجل التأكد من أن التهابات الكبد الفيروسية المزمنة «ب» و«س» ستكون على رأس برامج الصحة الوطنية والدولية». وطلب التحالف العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي، بالموازاة مع ذلك، من الحكومات الانخراط في «12 طلبا في أفق 2012» التي تطمح لمحاربة التهابات الكبد الفيروسية المزمنة «ب» و«س». و«12 طلبا» هي سلسلة من طلبات الالتزام توجه إلى أصحاب القرار السياسي وتطلب منهم الاعتراف بوقع المرض وخطورته وبأهمية اعتماد تدابير لمواجهة المشكل باعتباره مشكلا من مشاكل الصحة العمومية. وأضاف البروفيسور كريك دور، رئيس برنامج البحث السريري حول التهاب الكبد الفيروسي بالمركز الوطني لعلم الأوبئة وللبحث السريري بجامعة كال الجديدة في جنوب سيدني، وأيضا عضو فريق الصحة العمومية: «إن تحسيسا متناميا وفهما لأثر التهاب الكبد الفيروسي المزمن على الصحة العمومية هما أمران ضروريان من أجل العمل على استراتيجيات الوقاية والعلاجات التي أثبت البحث جدواها، كما أن عملية تحسيس أكبر ستدعم الدفاع عن هذه القضية، وستحسن التمويل على المستوى العالمي وتخفض التمييز الاجتماعي الذي يعاني منه الأشخاص المصابون بالتهاب الكبد الفيروسي». وفي علاقة بالموضوع نفسه، ذكرت الجمعية المغربية لإغاثة مرضى التهاب الكبد الفيروسي أن 500 مليون شخص في العالم هم حاليا مصابون بالتهاب الكبد الفيروسي «ب» أو«س1، س2»، وأن هذه الأرقام تمثل أكثر من عشرة أضعاف عدد الأشخاص المصابين بالايدز وفيروس نقص المناعة المكتسبة. من جهة أخرى، أشارت الجمعية المذكورة إلى أن التهابات الكبد الفيروسية «ب» و«س» تقتل كل سنة 1.5 مليون شخص، وأن شخصا واحدا من بين كل ثلاثة، على الصعيد العالمي، يتعرض لواحد من الفيروسين أولهما معا. كما أن أغلب المصابين في العالم يجهلون أنهم مصابون بهذا المرض. انطلق الاحتفال باليوم العالمي للالتهاب الكبد الفيروسي بسبب التخوفات الناجمة عن كون التهاب الكبد الفيروسي المزمن لم يحظ أبدا بدرجة التحسيس ولا بالإرادة السياسية اللازمتين لمواجهة هذا الوباء، كما هو الحال بالنسبة إلى السيدا، السل أوالملاريا. ويأتي هذا كله على الرغم من كون عدد الأشخاص المصابين بشكل مزمن وعدد الأشخاص الذين يسقطون ضحايا لالتهاب الكبد الفيروسي «ب» و«س» هم من نفس الترتيب.