يتوقع أن يصير الالتهاب الكبدي الفيروسي في ظرف العشرين سنة المقبلة سببا مباشرا في 44 ألف وفاة في المغرب، 8800 وفاة نتيجة سرطان الكبد و35 ألف وفاة نتيجة تليف هذا العضو، حسب الجمعية المغربية لأمراض الجهاز الهضمي خلال مائدة مستديرة نظمتها، يوم الجمعة الماضي بالدار البيضاء، حول موضوع «أمراض المعدة والأمعاء والكبد: الأوجه السريرية والتكفل العلاجي». ويعرف التهاب الكبد الفيروسي بأنه التهاب للكبد، وتوجد 5 فيروسات يمكنها أن تصيب الكبد وتسبب الالتهاب الفيروسي: أ، ب، س، د، ه. وتمكن العلاجات المتوفرة حاليا، والتي باتت أكثر نجاعة، إما من شفاء أو استقرار المرض، وذلك تبعا للحالات، علما بأن مجموعة من الأدوية، التي هي ذات أهمية وفاعلية طبية كبيرة عالميا، لا توجد في صيدليات المغرب، والسبب هو قلة عدد المرضى بتلك الأمراض، فقد لا يتعدى عدد المرضى ألفا أو ألفي مريض، وأن بعض الشركات المنتجة تفضل عدم إنتاجها لأنها غير مربحة ماديا، وهو ما يفسر لجوء بعد المرضى إلى جلب بعض الأدوية من دول أخرى. وأضاف إبراهيمي أن ملف بعض هذه الأدوية عرض على وزارة الصحة، لأن أي مريض له الحق في العلاج، وأن توفر الدواء بالصيدليات الوطنية هو شق من هذا العلاج، وأن وزارة الصحة معنية بالتدخل لتوفير ذلك بالإضافة إلى مجموعة من الجهات الأخرى، من بينها الشركات المنتجة، لأن الحسابات الضيقة يجب ألا تدخل في صحة المرضى. وتسعى الجمعية المغربية لأمراض الجهاز الهضمي من خلال مجموعة من الدراسات، من بينها براكتيس بشراكة مع مختبرات روش، والتي تهدف إلى تشخيص العوامل التي تؤثر في درجة الامتثال للعلاج وتقييم تأثيرها على نجاح علاج التهاب الكبد الفيروسي س. وسيستهدف هذا البحث المساهمة في بلورة خطط عمل من أجل ضبط وتحقيق أفضل مستويات الشفاء القصوى للمرضى، يؤكد عادل إبرهيمي. ويجدر التذكير بكون محاربة التهاب الكبد الفيروسي «س» قد تعززت مؤخرا بتوسيع الترخيص لتسويق الأدوية بعلاج موصى به مكون من جزيئات «ريبافيرين وآنترفيرون 2 أ» من 48 إلى 72 أسبوعا، ويوصف هذا الأسلوب العلاجي الجديد للمرضى الذين تظهر لديهم استجابة فيروسية أبطأ لهذه الأدوية، وهو ما يشكل خطوة متقدمة في مجال علاج التهاب الكبد الفيروسي س، الذي يعد إشكالية صحية وطبية حقيقية على الصعيدين الوطني والدولي. وقال إبراهيمي: «إن جهود التواصل التي نبذلها اليوم باتت ضرورية أكثر من أي وقت مضى، نظرا إلى كون أمراض الجهاز الهضمي والكبد على الخصوص تعد أحد أكبر أسباب الوفيات في العالم. وقد أصبح واجب الإعلام الدائم للاختصاصيين ولاسيما للرأي العام ذا مشروعية أكبر في ظل توفرنا اليوم على علاجات أكثر نجاعة ضد هذه الأمراض». وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية المغربية لأمراض الجهاز الهضمي تأسست سنة 1976 من طرف رواد طب الجهاز الهضمي المغربي، وجاءت الجمعية لتسد فراغا كبيرا في مجال البحث العلمي في هذا الميدان. وعلى مدى أربع وثلاثين سنة من التواجد، قامت الجمعية بعدد مهم من الدراسات الأكاديمية ونظمت العديد من التظاهرات العلمية للتكوين الطبي المستمر، وتضم الجمعية في عضويتها أزيد من 500 اختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي بالمغرب في القطاعين الخاص والعام، وذلك بمعدل انضمام 25 إلى 35 اختصاصيا جديدا في أمراض الجهاز الهضمي سنويا. وتهدف دراسة براكتيس، التي أطلقتها الجمعية المغربية لأمراض الجهاز الهضمي بشراكة مع مختبرات روش، إلى تشخيص العوامل التي تؤثر على الامتثال للعلاج وتقييم أثرها على الاستجابة المؤيدة في السياق المغربي، ووضع خطط عمل من أجل مراقبة أفضل، وبالتالي ضمان نسب شفاء قصوى للمرضى. وتشمل الدراسة عينة مكونة من 1800 مريض يخضعون للعلاج، و24 أسبوعا بعد إنهاء العلاج، وتمتد الدراسة من 30 يونيو 2008 إلى غاية 31 دجنبر 2011.