وافقت الحكومة الاسرائيلية مساء الجمعة على استدعاء 75 الفا من جنود الاحتياط في اطار الهجوم العسكري الذي تشنه على قطاع غزة، وفق ما اعلن التلفزيون الاسرائيلي، في الوقت الذي تمكنت المقاومة الإسلامية من قصف العاصمة الإسرائيلية تل أبيب ومدينة القدسالمحتلة بالصواريخ. واتخذ هذا القرار اثر اجتماع في تل ابيب للحكومة الامنية المصغرة المنبثقة من حكومة بنيامين نتانياهو والتي تضم تسعة وزراء، وفق القناة الثانية في التلفزيون. وكثف الجيش الاسرائيلي الجمعة تحضيراته لعملية برية محتملة في قطاع غزة بعد ثلاثة ايام من الغارات الجوية المكثفة على هذه الاراضي الفلسطينية الخاضعة لسيطرة حماس التي استمرت في الرد من جانبها باطلاق الصواريخ. وبحسب القادة الاسرائيليين فان المرحلة الاولى من عملية "عمود السحاب" التي يقوم بها سلاح الجو انتهت وقد شملت حوالى 500 هدف خصوصا منصات اطلاق صواريخ بعيدة المدى مثل تلك التي اطلقت للمرة الاولى على تل ابيب. وقال موشيه يعالون وزير الشؤون الاستراتيجية للاذاعة العامة ان "سلاح الطيران نفذ القسم الاكبر من مهامه وسجلنا نجاحات هامة. اصبح الجيش مستعدا الان لتوسيع نطاق العملية". وشن سلاح الجو الاسرائيلي اكثر من 600 غارة جوية منذ الاربعاء على قطاع غزة دمرت "منصات اطلاق الصواريخ وبنى تحتية" للتنظيمات الفلسطينية، بحسب متحدث عسكري.(التفاصيل) ميدانيا، شاهد مراسل وكالة فرانس برس الجمعة ناقلات جند مدرعة وجرافات تتجمع قرب السياج الحدودي بين اسرائيل وقطاع غزة حيث تنتشر دبابات منذ 48 ساعة. وأغلقت اسرائيل مساء الجمعة كل الطرق الرئيسية المحيطة بقطاع غزة واعلنتها مناطق عسكرية مغلقة. (التفاصيل) وبثت محطات التلفزة الاسرائيلية- بموافقة الرقابة العسكرية- صورا لشاحنات تنقل دبابات وكذلك وحدات مشاة تتجه نحو قطاع غزة. واخيرا بدأ الجيش الاسرائيلي تعبئة 16 الفا من جنود الاحتياط. وقالت متحدثة عسكرية ان "العملية جارية والجيش يوزع اوامر الاستدعاء ل16 الف جندي احتياطي". وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك وافق الخميس على استدعاء 30 الف جندي احتياط قد يتم استدعاؤهم في اي وقت، بحسب ما اعلن متحدث رسمي باسم الجيش الاسرائيلي. واعلن سكرتير الحكومة الاسرائيلية ان الاخيرة تسعى لتأمين توافق لاستدعاء ما يصل الى 75 الف جندي احتياط للمشاركة في الحملة العسكرية التي يشنها الجيش الاسرائيلية على قطاع غزة. وكتب تسفي هاوسر على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك انه بدأ "باجراء تصويت هاتفي بين وزراء الحكومة للموافقة على استدعاء 75 الف جندي احتياط". واكد ايهود باراك ان اطلاق صواريخ على منطقة تل ابيب وهو امر لا سابق له يشكل مرحلة جديدة "في التصعيد" وان "الطرف الاخر (الفلسطيني) يجب ان يدفع الثمن". وسقطت قذيفة اطلقت من غزة الجمعة في نواحي القدس داخل مجمع غوش عتصيون الاستيطاني. وهذه المرة الاولى التي يسقط فيها صاروخ بهذا القرب من القدس التي تبعد 65 كيلومترا عن قطاع غزة، منذ بداية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، في ما يشكل تصعيدا جديدا في اعمال العنف بين اسرائيل والفصائل المسلحة في قطاع غزة والتي تجددت الاربعاء بعد اغتيال القائد العسكري في حماس احمد الجعبري. وتبنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس "اطلاق صاروخ قسام على القدسالمحتلة". ويقيم وزير الخارجية المتطرف افيغدور ليبرمان في مستوطنة نوكديم ضمن تكتل غوش عتصيون. ودوت صفارات الانذار في القدس بعد ظهر الجمعة حيث سمع مراسلو فرانس برس الصفارات فيما تحدثت وسائل الاعلام عن انفجارات عدة. وسارع الدفاع المدني الى دعوة سكان القدس الى اتخاذ تدابير لضمان سلامتهم وخصوصا عبر التوجه الى الملاجىء. وقال وزير البيئة الاسرائيلي جلعاد اردان في حديث للاذاعة العسكرية "علينا القضاء على التهديد من غزة تماما (..) لن ندع الارهابيين يتحكمون بطريقة عيشنا". وقال يواف ليمو الخبير العسكري في صحيفة اسرائيل هايوم المؤيدة للحكومة ان "اسرائيل اصبحت بحاجة الان الى نجاح لتعويض اثار الهجوم على تل ابيب". من جهته قال المحلل في شؤون الدفاع في صحيفة معاريف عمير رابوبورت ان العملية البرية المحتملة يتوقع ان "تكون قصيرة الامد ودموية" مضيفا انها "لن تستمر ثلاثة اسابيع كما حصل في 2008-2009". وكان الجيش الاسرائيلي شن هجوما مدمرا بين كانون الاول/ديسمبر 2008 وكانون الثاني/يناير 2009 على قطاع غزة في محاولة لوقف اطلاق الصواريخ من القطاع. واوقع ذلك الهجوم ومعاركه 1440 قتيلا فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين و13 اسرائيليا، بينهم عشرة عسكريين، ما عرض اسرائيل لموجة انتقادات في العالم. و"سلاح الردع الثاني" لدى القادة الاسرائيليين هو استئناف عمليات التصفية "المحددة الاهداف" بشكل منهجي ضد قادة حماس. ولم يستبعد نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم في حديث الى اذاعة الجيش الاسرائيلي ان يستهدف هذا النوع من الاغتيالات قادة سياسيين من حماس بما يشمل رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية. واضاف "جميع مسؤولي حماس الضالعون في اطلاق صواريخ على الشعب الاسرائيلي قد يتعرضون لهجمات فور خروجهم من مخابئهم". وردا على سؤال حول احتمال الخروج من الازمة اعتبر موشيه يعالون ان التهدئة لا يمكن ان تحصل "الا اذا تعهدت حماس بوقف اطلاق نار على الامد الطويل". وقال الوزير "في السابق، مرر المصريون رسائل حين كانت تريد حماس وقف اطلاق النار. وعلى ما يبدو قد يحصل ذلك مجددا هذه المرة، لكننا لسنا على عجلة من امرنا". يأتي ذلك في وقت قال فيه مسؤولون اسرائيليون ان الدولة العبرية تستعد لبدء اول حملة عسكرية برية منذ اربع سنوات في قطاع غزة. وبدأ الجيش سابقا باستدعاء ما يصل الى 16 الف جندي احتياطي أوباما وأردوغان: فرص السلام الدائم مهددة اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان اعمال العنف بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة "تهدد فرص السلام الدائم". روسيا تدعم جهود مصر اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية مع نظيره المصري محمد مرسي انه يدعم جهود القاهرة لوقف اعمال العنف في غزة كما اعلن الكرملين الجمعة إيطاليا تدعو مرسي للسعي الى هدنة في غزة أفادت الحكومة الايطالية في بيان ان رئيسها ماريو مونتي طلب الجمعة من الرئيس المصري محمد مرسي السعي للتوصل الى هدنة بين اسرائيل وقطاع غزة عاهل الاردن يؤكد ضرورة وقف تصعيد اسرائيل فورا أكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الجمعة في اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ضرورة وقف تصعيد اسرائيل العسكري في غزة "بشكل فوري". (التفاصيل) مسيرات الضفة وفي الضفة الغربية شارك مئات من انصار حماس في تظاهرة اليوم الجمعة تعبيرا عن تأييدهم للحركة وتضامنهم مع قطاع غزة الذي تشن عليه اسرائيل عملية عسكرية (تفاصيل) بيت عزاء للجعبري في الضفة تحولت الانظار في الضفة الغربية الى عائلة الجعبري احدى اكبر العائلات الفلسطينية واكثرها نفوذا في مدينة الخليل التي فتحت بيت عزاء لابنها احمد الجعبري القيادي العسكري البارز في حركة حماس الذي اغتالته اسرائيل في غزة الاربعاء.