دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى اتخاذ "مواقف إيجابية مناسبة" من الفيلم المسيء إلى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي أنتج في الولاياتالمتحدة، واعتبره "عملية تحريضية شائنة تذكي التعصب والكراهية بين الشعوب". لكنه حذر الشعوب المسلمة من "التعميم ومعاقبة البريء". وطالب الاتحاد -في بيان له- المنظمات الدولية والإسلامية وحكومات الدول العربية والإسلامية باتخاذ "مواقف إيجابية مناسبة ومكافئة لخطورة هذه الدعوات والأعمال الرديئة، ويطالب الاتحاد منظمة التعاون الإسلامي بأن تتبنى رفع الدعاوى ضد هؤلاء الذين يسيئون إلى الإنسانية جمعاء في صورة رسول (المبعوث) رحمة للعالمين". كما دعا البيان -الذي وقعه رئيس الاتحاد الدكتور يوسف القرضاوي وأمينه العام الدكتور علي القرة داغي- المواطنين المسلمين في أميركا وفي العالم كله لرفع دعاوى على الجهات المسؤولة وكل من ساهم في إنتاج هذا العمل، وبالبدء فورا في الملاحقة القانونية لكل من يسيء إلى الإسلام، "لأنه لا يمكن إدراج هذا العمل القبيح تحت حرية التعبير، وإنما هو انتهاك لحقوق المسلمين بالاعتداء على مقدساتنا ورموزنا". وحث البيان المسلمين في كل مكان على "رعاية أخلاقيات الإسلام في التعامل في مثل هذه الحالات"، حيث لا يجوز التعميم ولا معاقبة البريء، مشيرا إلى الآية الكريمة "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ". وحضهم على تحويل "اليوم العالمي لمحاكمة الرسول" إلى اليوم العالمي للتعريف بالرسول الكريم. وتابع البيان أن ثمة "دعوات غريبة حاقدة من بعض أقباط المهجر بالتعاون مع القس الأميركي المتطرف تيري جونز الذي حاول حرق المصحف الشريف"، لكنها لن تنال أبداً من عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم "الذي شهد الله له بالخلق العظيم، وبأنه رحمة للعالمين، وبأنه السراج المنير، وشهد العقلاء من العالم أجمع بعظمته". واعتبر الاتحاد قيام أفراد من أقباط المهجر بإنتاج الفيلم المسيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم "عملية تحريضية شائنة تذكي التعصب والكراهية بين الشعوب"، وأكد أن هذا العمل إهانة واستهتار بمشاعر المسلمين في العالم الإسلامي كله. وأشاد بيان الاتحاد ب"الدعوات المعتدلة من قبل الأقباط والمسيحيين الذين أدانوا هذا العمل، وقالوا إنه لا صلة له بأخلاقيات المسيح عليه السلام". وكان الفيلم قد أثار مظاهرات في كل من مصر التي أنزل فيها المحتجون العلم الأميركي من فوق السفارة الأميركية، وليبيا التي هوجم فيها مقر القنصلية الأميركية في بنغازي، حيث قتل السفير الأميركي وثلاثة أميركيين آخرين.