يعقد أقباط المهجر فى الولاياتالمتحدة ودعاة تقسيم مصر وإقامة دولة قبطية، وأبرزهم موريس صادق، الذى أُسقطت عنه الجنسية المصرية، وعصمت زقلمة، المعروف برئيس الهيئة العليا للدولة القبطية، المزعومة، بالاشتراك مع القس الأمريكى المتطرف، تيرى جونز، صاحب دعوى إحراق المصحف الشريف، اليوم، ما سموها «محاكمة شعبية للرسول»، عليه الصلاة والسلام، فى ذكرى أحداث هجمات سبتمبر، داخل كنيسة القس فى ولاية فلوريدا، وسط تغطية إعلامية كبيرة من القنوات التليفزيونية الأمريكية المحلية وتشكل المحاكمة من القس وايتنى ساب وتيد جيت وأسامة دقدوق، ويشترك بها كمراقبين موريس صادق، وإيليا باسيلى، وإيهاب يعقوب، وتسعى لتحميل الرسول عليه الصلاة والسلام مسئولية هجمات سبتمبر، والتشكيك فى الإسلام، وأنه ليس رسالة سماوية بل هو اختراع بشرى، وأنه لا يحمل سلاماً للأرض بل يحرّض على كراهية البشر وسفك الدماء، وذلك من أجل إصدار حكم بالإعدام فى حق الرسول عليه الصلاة والسلام، وأطلق المتطرفون على المحاكمة «اليوم العالمى لمحاكمة محمد». ومن المقرر أن يعرض منظمو المحاكمة فيلماً مسيئاً للرسول صلى الله عليه وسلم، قبل بدء المحاكمة، من إنتاج الهيئة العليا للدولة القبطية المزعومة التى يترأسها كل من عصمت زقلمة، وموريس صادق، والذى استغرق إعداده 3 سنوات، ومدته 3 ساعات، وجرى إعداد نسخة مدبلجة له باللغة العربية. وقال سام باسيل، مخرج الفيلم، إنه استند فى تجسيد شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الكتب والمراجع الإسلامية المعروفة التى تكلمت عن حياته، دون أن يذكر تلك المراجع والكتب، وحصلت «الوطن» على نسخة من الفيلم، الذى يحمل قدراً كبيراً من التطاول والمشاهد البذيئة والجنسية فى حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته وصحابته. يبدأ الفيلم المسىء بمشهد لطبيب مصرى مسيحى، يعتدى عليه بعض السلفيين الذين يظهرون فى صورة بربرية، تحت حراسة الشرطة التى تقف تشاهد ما يحدث دون أن تتدخل، ويبدأ هذا الطبيب يحكى لزوجته وابنته قصة حياة الرسول عليه الصلاة والسلام. ويصف الفيلم الرسول ب«ابن الزنا» ويستهزئ به وبالوحى والسيدة خديجة رضى الله عنها، ويتضمن مشاهد جنسية للنبى عليه الصلاة والسلام مع السيدة خديجة، ومع بعض زوجاته، ويتمادى فى تطاوله بأن يصفه بالشذوذ الجنسى، وأنه كان يجامع سيدنا زيد ابن حارثة. ويصور الفيلم مشهد زواج النبى من السيدة عائشة وهى طفلة صغيرة، كما يظهر الرسول بأنه «شهوانى» يحب النساء وأنه قتل شخصاً أمام زوجته وعاشرها، لتكتشف نساء النبى رضى الله عنهن ذلك فتقوم السيدتان حفصة وعائشة، زوجتا الرسول، بضربه بالحذاء وهو عارى الجسد. ويصف الفيلم الحمار بأنه أول حيوان مسلم، وأن القرآن الكريم ما هو إلا خليط من آيات التوراة، وضعها راهب مسيحى، ويصف سيدنا أبوبكر الصديق بأنه أعور، وأن الرسول يأمر صحابته بالقتل والسرقة والنهب واغتصاب الأطفال وبيعهم كعبيد. ويُعرض مشهد يمزق فيه المسلمون سيدة عجوزاً بعد إهانتها للذات الإلهية وللرسول عليه الصلاة والسلام، والقرآن الكريم، وينتهى الفيلم بمشهد للرسول فى أحد غزواته يحمل سيفاً يقطر دماً وملابسه ووجهه ملطخة بالدماء، ويقتل كل من أمامه ويوصى المسلمين بذلك، فى مشهد يرسخ فكرة أن الإسلام انتشر بحد السيف. واستنكرت الكنائس المصرية ال3 «الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية»، هذا الأمر، وأعلنت تبرأها منه وشجبها لما يفعله هؤلاء، واعتبرتهم خارجين عن الكنيسة، وقال الأب رفيق جريش، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية، إن الكنيسة الكاثوليكية ترفض المساس بالرموز الدينية والأنبياء والرسل، وإنها تشجب هذا النوع من التصرفات، وأكد أن منظمى المحاكمة وممولى الفيلم المسىء هم «أقباط خارجون عن الكنيسة الأرثوذكسية التى سبق وتبرأت منهم». وأدان المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، الإساءة إلى مقدسات الآخرين، وقال القس رفعت فكرى، رئيس مجلس الإعلام والنشر بسنودس النيل الإنجيلى، إنه من منطلق إيماننا المسيحى ترفض الكنيسة الإنجيلية هذا الفعل الشائن، لأنه يتنافى مع منهج حياة السيد المسيح الذى كان يجول يصنع خيراً، ويتناقض مع تعاليمه السامية التى تدعو إلى المحبة والتسامح وقبول الآخر المغاير والتحاور معه. وأهابت الكنيسة الإنجيلية المشيخية برجال الدين وعلمائه فى كل مكان أن يقدموا خطاباً دينياً نابذاً للتعصب، وخالياً من كراهية الآخر الدينى المغاير، ورافضاً لأى إهانة تخص مقدسات الآخرين، وداعماً لحقوق الإنسان ولحرية الدين والمعتقد.