اختفى المخرج الإسرائيلي سام باسيل صاحب فيلم " براءة المسلمين" عن الأنظار، وذلك بعد ردود الأفعال القوية التي حدثت في مصر وليبيا والتي وصلت لدرجة التسبب في قتل السفير الأمريكي ببنغازي من طرف محتجين على هذا الفيلم الذين اعتبروه مسيئا بشكل مقصود للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وتحدث هذا المخرج من مخبأه بمدينة كاليفورنيا بالهاتف البارحة الثلاثاء مع وكالات أنباء دولية، مشيرا أن فيلمه يعد عملا سياسيا يدين الإسلام الذي يراه ك"سرطان يمس البشرية" على حد زعمه، وأنه يتوجب محاربة هذا السرطان بالأفكار وليس بالقوة العسكرية كما فعلت القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق، "فهذا الفيلم سيفيد الأمة اليهودية في العالم على معرفة عيوب الإسلام وإظهارها للعالم" يقول المخرج الإسرائيلي الذي كتب سيناريو الفيلم ذاته، وهو من وقف على عملية إنتاجه التي وصلت لحدود 5 ملايين دولار أمريكي بجمع التبرعات من أزيد من 100 يهودي عبر العالم. الفيلم المنتج سنة 2011 بمدة ساعتين، نشر منه المخرج مؤخرا مقاطع على اليوتيب باللغة الإنجليزية، وهي المقاطع التي تبين على أنه فيلم هواة، باعتبار جمعه لحوالي 59 ممثلا هاويا، وكذلك لطريقة تصويره المتواضعة، إضافة لكثرة استخدام المؤثرات البصرية البسيطة وضعف الإخراج، مما جعل الفيلم لا يظهر في قائمة موقع imdb الذي يختص بتقديم معلومات متكاملة عن الأعمال السينمائية. وقد تمت دبلجة المقاطع الإنجليزية الموجودة على اليوتيب من مجهول لا يعرفه المخرج، إلا أن هذا الأخير استحسن الأمر كثيرا، وأشاد بهذه الدبلجة التي وصفها ب"الدقيقة"، كما أن هذا الفيلم الذي تم عرضه مرة واحدة في أحد صالات هوليوود أمام مقاعد شبه فارغة، أشاد به القس الأمريكي المتطرف تيري جونز الذي كان قد أحرق القرآن الكريم في يوم من الأيام، وأفاد أنه يخطط لعرض مقاطع منه في الكنسية التي يعمل بها بفلوريدا قائلا:"الفيلم إنتاج أمريكي، ليس الغرض منه مهاجمة المسلمين، ولكن لإظهار كم هي مدمرة إيديولوجية الإسلام ما دام يصور حياة محمد بطريقة ساخرة". كما قام موريس صادق، وهو مسيحي مصري المولد مقيم بأمريكا، ومعروف بآرائه المعادية للإسلام، ببث مقاطع من الفيلم على مجموعة من المواقع الإلكترونية وكذلك عدد من القنوات التلفزيونية، وذلك لأن الفيلم حسب وجهة نظره يعبر عن الاضطهاد الذي تعيشه الأقلية المسيحية بمصر والمعروفة بالأقباط، وهو ما نفاه مدحت قلادة، ممثل منظمة قبطية في مصر، بتأكيده على أن آراء صادق لا تعكس وجهة نظر الأقباط في مصر، وبأنه متطرف يحث على الكراهية بين الأقباط والمسلمين في مصر، مشددا على أن منظمته تدين هذا الفيلم وتدين كل تهجم على أي دين من الأديان. هذا وقد وصفت مجموعة من وسائل الإعلام العربية والأجنبية هذا العمل السينمائي ب"الضعيف والمبتذل"، وهو الذي يصور الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في مجموعة من المواقف القدحية، كالافتراء عليه، إضافة لتصوير المسلمين في مصر على أنهم همج يقتلون كل الأقباط.