حسب تصريح لوزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيرث روبالكابا، اليوم الثلاثاء، تراجعت الجريمة في إسبانيا بنسبة 3،7 بالمائة سنة 2009 مقارنة مع سنة 2008. و أكد الوزير أنه بهذا التراجع سجلت الجريمة أخفض مستوياتها منذ سنة 2000. وبلغت معدل 45،8 جنحة لكل 1000 مواطن. وبهذا حسب الوزير الذي كان يدلي بتصريحه أمام البرلمان تكون إسبانيا قد أضحت من الدول الأكثر أمنا في أوروبا. وأعرب روبالكبة عن ارتياحه من التدني المحسوس لمستوى الجرائم الأكثر خطورة، حيث تراجعت الجرائم ضد الحياة و ضد الملكية و مخالفات الجرح و الضرب من معدل35،1 جريمة لكل 1000 مواطن سنة 2008 إلى 33،2 جريمة سنة 2009. وحسب معطيات الوزير فقد أحصت مصالح الامن الإسبانية 1.777.465 جريمة و مخالفة، أي بمستوى انخفاض قدره 80.731 بالمقارنة مع السنة التي سبقتها. و حسب الوزير فإن مستوى التراجع كان سيكون أكبر لولا احتساب المخالفات ضد الأمن الطرقي التي حصل تجريمها منذ سنة 2008. المخالفات الجنائية من هذا النوع عكس الإتجاه العام، ارتفعت بنسبة 163 بالمائة منذ 2007 و مرت من 18.515 في ذات السنة إلى 48.689 سنة 2009. وكذلك ارتفعت جرائم العنف ضد النساء بنسبة 2،8 بالمائة مقارنة مع 2008. وأكد بأنه في السنة الماضية ارتفع عدد النساء اللائي طلبن الحماية العمومية. و هو ما عده الوزير "ضمانة" ضد خطر تعرضهن للعنف، مضيفا أن النساء الثمان المتوفيات من جراء العنف الذكوري خلال السنة الحالية، لم يطلبن الحماية العمومية. كما انخفضت جرائم القتل سنة 2009 ب51 جريمة أقل، مسجلة 315 جريمة، مقارنة مع سنة 2008 التي سجلت 366 جريمة. يشار إلى أن معدل الإجرام في إسبانيا يقل عن معدله في الإتحاد الأوروبي ب 23،3 نقطة، حيث يسجل الأخير معدل 69،1 مخالفة لكل1000 نسمة. و هذا الإنخفاض تم بشكل ملحوظ كما تعكسه الإستطلاعات الشهرية لمركز الأبحاث الإجتماعية، ففي يناير الماضي فقط 8،1 بالمائة من المواطنين الإسبان اعتبروا مسألة الأمن المشكل الأساسي في إسبانيا، مقارنة بنسبة 22 بالمائة التي كان يتم تسجيلها سنتي 2002 و 2003. وهذا التحسن الأمني في أوج الأزمة الإقتصادية يشكل مفارقة حقيقية، حيث كانت الكثير من المصادر تعرب عن تخوفها من أن تؤدي البطالة إلى ارتفاع معدلات الجريمة و لكن ما حدث هو العكس تماما حيث تقلصت الجريمة بشكل ملحوظ. و السؤال المطروح، هولماذا يطارد سيادة الوزير المهاجرين بحجة ارتباط الهجرة بالجريمة، و هو نفسه يسجل هذا التحسن الهائل في المستوى الأمني لإسبانيا رغم تواجد المهاجرين فيها. أو أن رفع راية الجريمة في وجه المهاجرين لا يزيد عن كونه ذرا للرماد في العيون؟