ما تزال الحرب ضد المخدرات مستعرة في المغرب، فقد أوقفت مصالح الدرك الملكي على بعد 9 كيلومترات من مدينة القنيطرة، يوم الثلاثاء 27 يناير 2009، شاحنة (مسجلة بالمغرب) محملة بـنحو أربعة أطنان من مخدر الشيرا، وذكرت مصالح القيادة الجهوية للدرك الملكي، أن فرقة الدراجين طاردت الشاحنة المشتبه فيها. بعد قيام سائقها باختراق الحاجز الأمني بمنطقة سيدي عياش، على بعد 15 كيلومترا من مدينة القنيطرة (الجماعة القروية أولاد سلامة)، ولاذ سائقها بالفرارتاركا الشاحنة القادمة من سيدي علال التازي، وبحسب مصالح الدرك فإن الأمر يتعلق بشاحنة مسروقة منذ أربعة أشهر، وأشار المصدر ذاته إلى أن المخدرات المحجوزة كانت ملفوفة بعناية وموزعة على 336 علبة، وذكرت مصادر التجديد أن المخدرات كانت مخبأة في صناديق تشبه بطاريات السيارات للتمويه، وقد تم إفراغ الشاحنة بعد توقيفها حوالي الساعة العاشرة صباحا، قبل أن يتم شحن المخدرات المحجوزة إلى ساحة لابريكاد (مقر الدرك الملكي بالقنيطرة) حوالي الساعة الثانية بعد الزوال. وقد فتح تحقيق لإلقاء القبض على سائق الشاحنة وتحديد هوية المسؤولين عن عملية التهريب هاته. كما تمكنت عناصر الدرك الملكي بسوق الأربعاء الغرب (القنيطرة) من اعتراض وحجز سيارة كانت تقل 400 كلغ من الكيف و 100 كلغ من التبغ على شكل أوراق، بضواحي دوار أولاد دوبا. ومكنت هذه العملية من توقيف ثلاثة مهربين. وفي موضوع ذي صلة قضت الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية بالحسيمة الاثنين الماضي بأحكام تتراوح بين 2 و8 سنوات سجنا نافذا في حق ثمانية أشخاص أدينوا من أجل جرائم الاتجار وحيازة واستهلاك المخدرات القوية. من جهة أخرى التقى وزير الداخلية شكيب بنموسى ونظيره الإسباني ألفريدو بيريز روبالكابا الإثنين الماضي من أجل مدارسة سبل التعاون في مجال مكافحة شبكات الاتجار في المخدرات، وخاصة تلك التي تروج المخدرات بين المغرب وإسبانيا. وذكر بلاغ مشترك، أن الوزيرين اتفقا على مضاعفة جهود مصالح الأمن في البلدين من أجل محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة وجميع أشكال التهريب غير القانوني الأخرى، وخصوصا تهريب المخدرات. كما اتفقا على تعزيز التعاون بين المصالح الأمنية على مستوى مينائي طنجة والجزيرة الخضراء في هذا المجال. يشار إلى أن الأجهزة الأمنية المغربية كانت قد راسلت نظيرتها الإسبانية، بعد تفكيك شبكة الناظور، لاعتقال متهمين يرجح أنهم فروا في اتجاه إسبانيا. وكانت مصالح مكافحة المخدرات دشنت سنة 2009 بتفكيك واحدة من أهم الشبكات في تهريب المخدرات إلى بلجيكا وهولندا عبر إسبانيا، بعد اعتقال بارون مخدرات في الناظور، كان مبحوثا عنه، قبل أن يكشف عن شركائه، الذي وصل عددهم إلى أزيد من 81 شخصا، من بينهم 29 في البحرية الملكية، و17 في الدرك الملكي، و15 في القوات المساعدة، على جانب 20 مدنيا، في حين ما زال البحث جاريا عن 25 آخرين. وحسب معطيات وزارة الداخلية، فإن مكافحة المخدرات بمختلف أنواعها، بلغت سنة ,2008 إلى أزيد من 110 طن من مخدر الشيرا، و33 كيلوغرام من الكوكايين، و28,6 كيلوغراما من الهرويين، فضلا عن 43 ألفا و510 وحدة من المواد المهلوسة. وأوقفت مصالح الوزارة ذاتها ما مجموعه 1200 شخص خلال السنة نفسها، بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات، 50 في المائة منهم من جنسيات أجنبية. ويذكر أن المواطنين الإسبان يحتلون المرتبة الأولى من حيث عدد الأجانب الموقوفين بالمغرب بتهم تتعلق بالاتجار في المخدرات، فحسب إحصائيات السنة الماضية، فقد بلغ عدد الموقوفين من الإسبان 148 شخصا.