أعلن وزير الداخلية الإسبانية ألفريدو بيريث روبالكابا، عقب اجتماعه بنظيره المغربي شكيب بنموسى مساء أول أمس، عن محاولتهما فتح مفوضيات أمنية مشتركة «خصوصا بعد النتائج الإيجابية التي تم التوصل إليها مع فرنسا في هذا الجانب». وأعلن روبالكابا عن دراسة البلدين «إمكانية» إنشاء المشروعين المشتركين في كل من الجزيرة الخضراء ومدينة طنجة، حيث ستعمل قوات أمن البلدين «يدا في يد» على «مكافحة العصابات ومكافحة الهجرة غير المشروعة والاتجار غير المشروع بالمخدرات». وحسب مصدر إسباني مطلع، فإن المشروع الذي لقي قبولا على جانبي المضيق، قد يصعب تطبيقه في الأمد القريب نظرا لمسألة نقل السيادة من دولة إلى أخرى. «قد يكون الأمر سهلا بالنسبة إلى الدول الأوربية الأعضاء في فضاء شينغين التي تعتبر هذه الأمور جد بسيطة، «لكن بالنسبة إلى إقامتها مع دولة إفريقية خارج الفضاء الأوربي فإن الأمر سيتطلب كثيرا من الوقت والتنازلات»، يقول محدثنا. وكان هذا المشروع من بين أبرز الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الوزيرين يوم الأربعاء الماضي خلال اجتماعهما بالعاصمة الرباط. كما ناقش الطرفان مختلف «القضايا المتعلقة بالهجرة غير الشرعية، والتنسيق بين الطرفين في مجال مكافحة الإرهاب والاتجار في المخدرات والدفاع المدني المشترك، وعملية عبور الجالية المغربية القاطنة بالخارج». وبهذا الخصوص، أوضح روبالكابا أن أكثر من 600 ألف مغربي عبروا الجزيرة الخضراء في اتجاه المغرب، وهو ما سجل ارتفاعا بنسبة أكثر من 6 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. وفيما يتعلق بالهجرة غير القانونية، استعرض روبالكابا مختلف المراحل التنفيذية الجارية، وقال إن «كلا البلدين يتقاسمان مسألة تدبيرها»، مشددا على أن نسبة المهاجرين غير الشرعيين تتقلص كل سنة، مما يدل على «أننا أكثر فعالية في محاربتها»، يقول الوزير الإسباني. وأوضح روبالكابا أن أفضل وسيلة لمكافحة الهجرة غير الشرعية هي «العمل وفق النظام القانوني المعمول به»، مضيفا أن مسألة طرد وترحيل المهاجرين الذين يدخلون بطريقة غير شرعية مسألة منطقية، «إنه أمر طبيعي أن نعيدهم إلى بلدانهم»، يقول الوزير الإسباني. من جانبه، ذكر شكيب بنموسى أن درجة التعاون بين البلدين بشأن الهجرة القانونية «كانت جيدة جدا»، لكنه دعا إلى «احترام» المغاربة المقيمين في إسبانيا وضمان سلامتهم»، مشددا على أن الاستجابة لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية يجب أن تتم في «إطارها الشمولي، ووفق مقاربة متكاملة تأخذ بعين الاعتبار أبعاد التنمية المشتركة واحترام حقوق المغاربة المقيمين بشكل قانوني بإسبانيا». وجدد بنموسى لنظيره الإسباني «التزام المغرب من أجل التحكم في تدفق المهاجرين»، كما أبرز «الجهود التي يقوم بها» في هذا المجال. وتطرق الجانبان، خلال هذه المباحثات، إلى موضوع تعزيز التعاون اللامركزي بين الجماعات المحلية بالبلدين، و«الطابع النموذجي» للتعاون الثنائي في مجال الوقاية المدنية. ورافق وزير الداخلية الإسباني إلى الرباط، المدير العام للحرس المدني والشرطة الوطنية، فرانسيسكو بيلاثكيث، الذي حسب مصادرنا تباحث مع سعد حصار كاتب الدولة لدى وزير الداخلية، والشرقي اضريس، المدير العام للأمن الوطني، وقائد الدرك الملكي الجنرال حسني بنسليمان، وعدد من المسؤولين في جهاز الأمن، مختلف المواضيع المشتركة، من أهمها التشديد على التنسيق بين الطرفين في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية حول خطر الإرهاب الذي يمثله تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».