عرضت هيأة الحكم بالقاعة 7 بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، الجمعة الماضي، بمناسبة الاستماع إلى معتقلي الريف، على المتهم لحبيب الحنودي، الذي كان يعمل سائقا لحافلة، شريط فيديو يظهر من خلاله المتهم وهو يتحدث باللهجة الريفية أثناء إلقائه كلمة في أحد اللقاءات، التي كان يعقدها نشطاء الاحتجاجات. وأوردت يومية «الصباح»، في عددها الصادر اليوم الاثنين، أنه خلال الجلسة التي تم تأجيلها إلى، زوال اليوم الاثنين، أظهر شريط الفيديو للمتابعين لأطوار محاكمة معتقلي الريف، أن المتهم لحبيب الحنودي سائق حافلة لنقل المسافرين، تحول من سائق إلى منظر لحراك الريف، قبل أن يجد نفسه متابعا ضمن مجموعة ناصر الزفزافي. وتردف الجريدة، أن الحنودي ظهر في الفيديو الذي عرضته المحكمة، وهو يتحدث بحماس عن ماهية الحراك وأهدافه والأشكال التي يجب أن يتخذها من أجل تعميم وتوسيع نطاق امتداده الجغرافي، ولم يفت المعتقل الحديث عن اليسار ومفهومه والماركسية والثورة الفكرية. وخلال تعليقه على الفيديو أبى لحبيب الحنودي إلا أن يواصل شغفه في التنظير بعدما قال للقاضي «إن الحراك ليس شخصية مادية أو معنوية ولا تنظيما أو حزبا سياسيا وإنما هو نوع من الفعل الجماهيري سعى إلى تحريك الفكر والثقافة والفن ». وتضيف اليومية، أن الحنودي أوضح للمحكمة أن الحراك متجسد في مجموعة من النشطاء الذين قرروا عقد لقاءات لمناقشة أوضاع المنطقة، التي عانت «الحكرة» والتفكير في أشكال الاحتجاج لرفع مطالبهم الاقتصادية والاجتناعية بعد وفاة محسن فكري. وعن سؤال للقاضي «هل كنت أحد نشطاء الحراك؟»، أجاب المتهم بكل ثقة «نعم كنت ناشطا من الناحية الفكرية، لأن مهنتي سائقا بحافلة، لم يكن وضعي المهني يسمح لي بالحضور المستمر والدائم في الحسيمة، وهو ما يجعلني بعد العودة من العمل أبحر في الفضاء الأزرق للإدلاء بأرائي عن طريق تدوينات أنشرها في فيسبوك للتعبير عن تفاعلي مع حراك الريف، وفي بعض الأحيان أشارك في مظاهرات إذا ما تزامن تنظيمها مع وجودي بالحسيمة». وفي ما يتعلق بحمله مبلغا ماليا في إحدى رحلاته يخص مدعمي الحراك من المقيمين بطنجة، أجاب المتهم بسلاسة وباطمئنان «لأنني كنت سائقا لحافلة نقل المسافرين كنت ألعب دور ساعي البريد لكل من يرغب في إيصال أشياء تخصه وهو ما يجعلني لا أكترث لمن هي موجهة». ولم يجد المتهم بدا من الاعتراف بحمل مبلغ 2500 درهم منحها له أحد الأشخاص، وأوصاه بتوصيلها إلى نشطاء الحراك، وكان يسعى إلى أن يسلمها لنبيل أحمجيق، وبعدما تعذر ذلك لم يسلمها لأي شخص، وبقيت بحوزته بعد أن تم اعتقاله، وهو ما جعل تلك «الأمانة» لا تصل إلى أصحابها.