أربعة أطفال على الأقل من أصل 10 يعيشون حالة فقر متعدد الأبعاد، ثلاثة أرباعهم في العالم القروي، ما يجعل الظاهرة قروية بالدرجة الأولى، لكن مؤشرات ملموسة تؤكد وجودها في المجال الحضري. و4.4 في المائة من الأطفال لا يلجون إلى الخدمات الصحية ويفتقرون لمصادر مياه الشرب. فيما 4.7 في المائة من الأطفال ما بين 0 و5 سنوات يعيشون في مكان لا يتوفر فيه مرحاض. كانت هذه أبرز خلاصات دراسة، قامت بها منظمة الأممالمتحدة للطفولة “يونيسف”، بشراكة مع المرصد الوطني للتنمية البشرية، ووزارة الأسرة والتضامن والمساوة والتنمية، وأنجزت بناء على نتائج استقصاء منزلي قام به المرصد عام 2015، استهدف عينة بلغت 8000 أسرة. وجاءت الدراسة في سياق، برنامج “يونيسف”، الذي يهدف إلى “محاربة الفقر بكل أشكاله في كل أنحاء العالم”. وذكرت الدراسة ذاتها، أن نسبة الأطفال الذين يعانون من مظاهر الفقر في العالم القروي تبلغ 68.7 في المائة، مقابل نسبة 17.1 في المائة في المجال الحضري، ما يؤكد انعدام المساواة بينهما، في ما يخص توفر البنيات التحتية الأساسية والشروط الاقتصادية. ووضعت دراسة “يونيسف” معايير مستحدثة لقياس نسبة الفقر في أوساط الأطفال، تعتمد بالدرجة الأولى على قياس ما يوفر من تنمية للأطفال، وقياس قدراتهم، كذا ولوجهم للخدمات الاجتماعية والبنيات التحتية الأساسية بجودة، بالإضافة إلى مؤشرات أخرى أساسية تهم ما يؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية. واستهدفت الدراسة، ثلاث مجموعات، اعتمد تقسيمها على معيار السن، وهي من صفر إلى 4 سنوات، ومن 5 إلى 14 سنة، ومن 15 إلى 17 سنة. واعتمدت معايير حصولهم بشكل جيد على الماء والصرف الصحي والسكن والتغذية والخدمات الصحية والتغطية الصحية والتعليم والولوج إلى المعلومة. ورصدت الدراسة، أن نسبة الفقر في أوساط المجموعة الأولى مرتفعة مقارنة مع الثانية والثالثة، إذ تبلغ 45.8 في المائة. أما المجموعة الثانية فتصل فيها النسبة إلى 42.4 في المائة. وتظل الوضعية أكثر صعوبة بالنسبة للمجموعة العمرية الأولى والثانية، بدليل أنه تقريبا 4 من أصل 5 أطفال في العالم القروي يعانون من مظاهر الفقر، بنسبة 35.6 في المائة بالنسبة للثانية. وترتفع النسبة في العالم القروي بالنسبة للمجموعتين، بسبب عدم قدرتهم على الولوج للخدمات الصحية خاصة الرضع والأطفال صغار السن، والهدر المدرسي بالنسبة للمراهقين، لذلك أوصت الدراسة بضرورة “الاهتمام بشكل أكبر بهذه الفئات التي تحتاج استثماراً خاصاً وجها لها مع منحها الأولوية”. وأوردت الدراسة، أنه على الصعيد الوطني 4.4 في المائة من الأطفال لا يلجون إلى الخدمات الصحية ويفتقرون لمصادر مياه الشرب، وترتفع هذه النسبة في العالم القروي لتصل إلى نسبة 9 في المائة.