دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى التوجه لمجلس الأمن لبحث تشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن إجراءات إسرائيل لتهويد القدس. وقال أمير قطر في كلمته أمام المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس المنعقد بالدوحة إن عروبة القدس اليوم مهددة أكثر من أي وقت مضى. ودعا المشاركين بالمؤتمر إلى إصدار توصية بالتوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في الإجراءات التي قامت بها إسرائيل بالقدس منذ عام 67 لطمس معالمها الإسلامية والعربية. من جهته، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه يقبلُ بخطوة التوجه إلى مجلس الأمن، وأشار إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسرع في تنفيذ خطط ما تعتبره معركتها الأخيرة في محو وإزالة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس الشرقية في إطار سياسة تهويد المدينة.
ودعا عباس العرب والمسلمين إلى زيارة المدينة قائلا إن مثل هذه الزيارات لا تدخل في نطاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وقال إن هذا التحرك ستكون له تداعياته السياسية والمعنوية والاقتصادية والإنسانية "فالقدس تخصنا وتمسنا جميعا ولن يستطيع أحد منعنا من الوصول إليها". وأضاف "إن تدفق الحشود إليها وازدحام شوارعها والأماكن المقدسة فيها سيعزز صمود مواطنيها ويسهم في حماية وترسيخ هوية وتاريخ وتراث المدينة المستهدفين بالاستئصال وسيذكر المحتلين أن قضية القدس هي قضية كل عربي وكل مسلم وكل مسيحي".
وذكر في كلمته أمام المؤتمر أن الإجراءات الإسرائيلية تهدف إلى تهويد القدس وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال خلافا لقرارات مجلس الأمن والتي يفوق عددها 15 قرارا تدعو إسرائيل إلى التراجع عن إجراءاتها وتعتبرها باطلة. وقدم عباس في كلمته شرحا مفصلا للأوضاع بالمدينة وقال إنها "تشهد تسارعا غير مسبوق في الهجمة الاستيطانية حيث يجري العمل ليل نهار لاختلاق تفاصيل مصطنعة في المشهد المقدسي تتناقض وخصائصه المعمارية وجذوره الحضارية والثقافية العربية المؤسسة لهوية مدينة الأقصى وكنيسة القيامة". وأضاف "في نفس السياق تتم إحاطة القدس بجدار الفصل العنصري وبطوق من المستوطنات لعزلِ المدينة عن محيطها في الضفة الغربية ومنع التواصل ما بين شمال الضفة وجنوبها". واعتبر عباس أن أخطر الإجراءات نصب سلطات الاحتلال للحواجز الدائمة منذ التسعينيات والتي بموجبها أصبح المواطنون الفلسطينيون ممنوعين من دخول القدس سواء كان ذلك للصلاة أو للعمل أو للعلاج أو للدراسة أو للتسوق أو لزيارة أقاربهم وعائلاتهم "إلا بتصاريح يكون الحصول عليها شبه مستحيل". من ناحية أخرى, دعا رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس، مؤتمر الدوحة إلى تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي والمالي للقدس وللمؤسسات المقدسية، حتى تستطيع القيام بواجبها في مواجهة عمليات الاستيطان والتهويد التي تتعرض لها مدينة القدسالمحتلة والمسجد الأقصى.
وأوضح الشيخ عكرمة صبري في بيان أن معظم المدعوين إلى مؤتمر الدوحة الذي يشارك فيه كممثل عن مدينة القدس، من الأجانب بهدف إطلاعهم على ما تقوم به سلطات الاحتلال. كما حذر من تصاعد الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى، مؤكدا أن الاحتلال يسارع الزمن قبل أن يتثبت الربيع العربي وقبل أن تتم المصالحة الفلسطينية، لفرض واقع جديد من خلال محاولاته العدوانية الاستفزازية.