أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدسالمحتلة الشيخ عكرمة صبري، أن الاحتلال الصهيوني يسابق الزمن لتهويد القدس قبل أن تثبت الثورات العربية أقدامها، وقبل إتمام المصالحة الفلسطينية، فيما دعا وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه القدس، مؤكدا أن مصر لن تصمت أمام الانتهاكات بحق الأقصى. وتأتي تصريحات صبري وعمرو قبيل انطلاق أشغال مؤتمر الدفاع عن القدس، أمس، بالعاصمة القطرية الدوحة. وأوضح صبري في تصريحات نقلتها وكالة «قدس برس»، أول أمس، أن «الاحتلال الإسرائيلي يسارع الزمن قبل أن يتثبت الربيع العربي، وقبل أن تتم المصالحة الفلسطينية، لفرض واقع جديد من خلال محاولاته العدوانية الاستفزازية»، مضيفًا أن «المقدسيين والفلسطينيين تصدوا لهذه الاقتحامات لأن دفاعهم عن المسجد الأقصى هو دفاع عن الدين والعقيدة»، بحسب وكالة «القدس برس». وأضاف الشيخ صبري عشية استعداده للمشاركة في مؤتمر الدوحة المخصص لمناقشة الاعتداءات الصهيونية على مدينة القدس، وتنظمه جامعة الدول العربية، أن «ما يميز الاقتحامات اليهودية الأخيرة للمسجد الأقصى هو ضلوع السياسيين الإسرائيليين فيها؛ حيث إنه في السابق اقتصرت الاقتحامات على الجماعات اليمينية المتطرفة، لكن في الآونة الأخير لوحظ مشاركة وجوه سياسية إسرائيلية من الحزب الحاكم (الليكود) في هذه الاقتحامات، بهدف السيطرة على المسجد الأقصى». ودعا الشيخ صبري «مؤتمر القدس الدولي» الذي انطلقت أعماله في العاصمة القطرية الدوحة أمس الأحد، إلى تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي والمالي للقدس وللمؤسسات المقدسية، حتى تستطيع القيام بواجبها في مواجهة عمليات الاستيطان والتهويد التي تتعرض لها مدينة القدسالمحتلة والمسجد الأقصى. وأشار إلى أن معظم المدعوين إلى مؤتمر الدوحة الذي يشارك فيه ممثلا عن مدينة القدسالمحتلة، هم من الأجانب، بهدف إطلاعهم على ما تقوم به «إسرائيل» من سياسات تهويدية تستهدف المدينة المقدسة، وبالتالي فإن المؤتمر نشاط سياسي ودبلوماسي، مضيفا أنه سيطلع المشاركين في المؤتمر على الإجراءات التي تعرضت وتتعرض لها مدينة القدس بشكل عام من جانب سلطات الاحتلال «الإسرائيلي». من جانب آخر، أدان وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو انتهاكات الاحتلال الصهيوني وتدنيسه لباحات الأقصى، محذراً الاحتلال من تداعيات تكرار تلك الانتهاكات. وأوضح عمرو، في بيان صحفي أصدره قبيل مؤتمر الدوحة، أن ارتفاع وتيرة العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى في الفترة الأخيرة تحتم علي المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في هذا الصدد. وشدد وزير الخارجية المصري على أن اقتحام القوات الصهيونية للمسجد الأقصى، أمر لا يمكن لمصر القبول به أو السكوت عنه مجددا، وأضاف أن السياسات والإجراءات التي يقوم بها الاحتلال في القدس، تمثل خروجا صارخا عن الشرعية الدولية، إضافة إلى أنها تشكل استفزازا واضحا لمشاعر الفلسطينيين والعرب وأتباع الديانات السماوية. وأكد عمرو أن جميع السياسات الاستيطانية الصهيونية، وكذلك مخططات تهويد القدس، تمثل انتهاكا صريحا للقانون الدولي، الذي يعتبر القدسالشرقية أرضا محتلة. وافتتح، أمس، في العاصمة القطرية الدوحة المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس بحضور عربي ودولي واسع، بهدف بحث الأوضاع الخطيرة التي تتعرض لها المدينة المقدسة في ضوء الإجراءات المتلاحقة التي يتخذها الاحتلال الإسرائيلي لتهويد المدينة وتغيير صبغتها. وقال أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني في خطابه الافتتاحي للمؤتمر إن عروبة القدس اليوم مهددة أكثر من أي وقت مضى، داعيا من مؤتمر الدوحة إلى دعم التوجه إلى مجلس الأمن للتحقيق في الإجراءات الإسرائيلية. واتهم الشيخ حمد إسرائيل بانتهاك القانون الدولي داعيا لتحرك عاجل لوقف سياسة التهويد التي تقوم بها إسرائيل. كما خاطب الجلسة الافتتاحية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس داعيا العرب والمسلمين إلى الدفاع عن المدينة المقدسة بكل السبل. وأضاف في كلمة مطولة «نشجع العرب والمسلمين على زيارة القدس لتعزيز صمود أهلها وترسيخ تراثها وثقافتها». وقال إن القدس ستبقى عربية القلب والروح والوجدان رغم التطهير العرقي. ويشارك في المؤتمر الذي ينعقد على مدار يومين أكثر من 350 من الشخصيات العربية والدولية يمثلون نحو 70 دولة بالإضافة إلى خبراء وباحثين ومؤرخين وقانونيين عرب وأجانب ينتمون لجميع الأديان السماوية. وعلى مدار يومي المؤتمر يناقش المجتمعون وضع القدس من خلال أربعة محاور أساسية تغطي جوانب القضية وهي: القدس والقانون الدولي، والقدس والتاريخ، والقدس والاستيطان (الانتهاكات الإسرائيلية)، والقدس ومنظمات المجتمع الدولي.