نظمت لجنة التوعية الإسلامية بمدينة نابلس أمس مؤتمرها الإعلامي الاول تحت عنوان "القدس في قبضة الموت"، تحدث فيه الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين وخطيب المسجد الأقصى والشيخ تيسير عمران ممثلا عن لجنة التوعية الإسلامية والشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطينالمحتلة عام 1948. وقال الشيخ فياض الأغبر الذي أدار المؤتمر إن عقده يأتي في ظل الهجمة الشرسة على القدس والمسجد الأقصى التي ازدادت وتيرتها مؤخرا، وبالتزامن مع الذكرى ال 36 لإحراقه، مؤكدا وجود أخطار كبيرة تتهدد مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك جراء السياسات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد المدينة المقدسة والاستيلاء على المسجد الأقصى. وحول الواجبات التي ينبغي على المسلمين القيام بها تجاه المسجد الأقصى والقدس، عبر البيتاوي عن أسفه من كون هذه القضية تحظى باهتمام وإجماع إسرائيلي مقابل تقصير إسلامي وعربي. وأكد أن المطلوب من الشعوب الإسلامية أن تدرك مكانة الأقصى وفضله، واصفا المسجد الأقصى بأنه ميزان لعزة وكرامة الأمة الإسلامية فعندما يكون المسجد الأقصى أسيرا فهذا يعني أن الأمة الإسلامية تمر في مرحلة الانكسار والضعف. ودعا البيتاوي إلى تقديم الأموال للدفاع عن المسجد الأقصى مشيرا إلى وجود العديد من الأملاك الموقوفة على المسجد الأقصى في شتى المدن الفلسطينية. وأشار البيتاوي إلى أن إسرائيل تعمل بهدوء وبنفس طويل من اجل الاستيلاء على المسجد الأقصى، داعيا إلى إدراك حجم الأخطار التي تحدق به والعمل على مواجهتها بشتى السبل، محذرا من أن وضع الأقصى على طاولة المفاوضات يشكل تهديدا حقيقيا له. وتطرق البيتاوي إلى الأساليب التي تتبعها السلطات الإسرائيلية لإبعاد المسلمين عن المسجد الأقصى ومنها منع الكثيرين من دخول المسجد حتى من أبناء القدس أنفسهم، وكذلك إفساد الشباب خلقيا وترويج المخدرات بينهم. وطالب البيتاوي الدول العربية والإسلامية بإعطاء الاهتمام السياسي والاقتصادي والإعلامي للقدس والمسجد الأقصى. من جهته اعتبر الشيخ تيسير عمران من لجنة التوعية الإسلامية أن الاندحار جاء نتيجة للمقاومة كونها حققت شيئا ولو بسيطا معتبرا إياها بداية القطر ثم ينهمر وينطلق. وقال أن هذا المؤتمر يدق ناقوس الخطر لان شارون يريد بعد اندحاره من قطاع غزة أن يوظفه بإستراتيجية خطيرة نحو القدس والضفة والغربية. منوها أن شارون يريد أن يظهر للعالم انه قدم تنازلات مؤلمة ويسعى لقبض الثمن وان يطلق يده في القدس والاستيلاء على اكبر قدر من الأرض. وكشف عمران عن أن مساحة القدس الكبرى تشكل الآن 28 بالمائة من مساحة الضفة فيما المؤسسة العبرية في سباق مع الزمن لتهويد باقي الأرض الفلسطينية. وحذر عمران من مخطط شارون للتخلص من السكان الأصليين في ظل الحديث عن الخطر الديمغرافي للفلسطينيين. كما حذر من مطالبات شارون بتفكيك البنى التحتية للمقاومة مقابل الانسحاب من غزة وشمال الضفة. وتحدث الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الاخضر بكلمة عبر الهاتف عن أهم الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى مؤكدا أن شعار "الأقصى في خطر" لا يهدف إلى تهويل الأمور وإنما يعبر عن حقيقة ما يحاك ضد المسجد الأقصى، معتبرا انه ما دام الأقصى تحت الاحتلال فهو في خطر. واستعرض صلاح أهم الاعتداءات التي تعرض لها المسجد الأقصى منذ احتلال القدس عام 1967 وما زالت مستمرة حتى اليوم وأهمها الحريق الذي نفذه احد اليهود المتطرفين عام 1969 والحفريات وهدم وطمس المعالم والحضارة العربية الإسلامية من اجل التمهيد للاستيلاء عليه. وأشار صلاح إلى المقترح الأمريكي الذي أعلن عنه قبل عدة سنوات ويقضى بتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين و اليهود بحيث يكون أسفل المسجد لليهود وأعلاه للمسلمين، محذرا من أن الممارسات الصهيونية تشير إلى أن النية تتجه لتطبيق هذا المقترح ويظهر ذلك من خلال بناء مدرجات على الواجهة الجنوبية للمسجد توصل إلى البوابات المغلقة للمصلى المرواني وهو ما يهدد بفتح هذه البوابات والسماح لليهود بالدخول للمسجد.