كانت المسؤولة السامية عن السياسة الخارجية الأوروبية قد أثارت استياء الدبلوماسية الإسبانية بسبب إعلانها التغيب عن مؤتمر القمة بين الإتحاد الأوروبي والمغرب بغرناطة، مؤكدة بأن لديها الكثير من المهام و بأنها لاترى ضرورة لحضور القمة، وأن الإتحاد الأوروبي سيكون ممثلا في أعلى مستوياته. لكن الملاحظة التي أثارها الكثيرون هي أنه لا توجد على أجندتها التزامات رسمية لنهاية هذا الأسبوع. و ما يثير علامات الاستفهام هو حضور البارونيسا الإنجليزية اللقاء غير الشكلي لوزراء خارجية السبعة و العشرين بقرطبة مساء أمس، فقط على بعد 200 كيلومتر من غرناطة، لكن مصادر مطلعة أوضحت أن الحكومة الإسبانية وضعت رهن إشارة البارونيسا طائرة خاصة تقلها إلى هايتي ثم تحط بها في قرطبة حتى لا تجد عذرا تتملص به من حضور لقاء وزراء الخارجية. و حسب صحف إسبانية، فإن دبلوماسية مدريد أبدت استياءها، من غياب أشطون عن القمة مع المغرب، خاصة و أنها كانت قد تغيبت أيضا عن لقاء وزراء الدفاع الأوروبيين في بالما دي مايوركا. و أكد دبلوماسي أوروبي، أنها بغيابها غدا تقوم بخرق المادة التي "تنص على وجوب حضورها مع رئيس المجلس الأوروبي في التمثيل الخارجي للإتحاد". تكرر الغياب عن لقاءات مهمة دفع الأوساط الدبلوماسية و الإعلامية في مجموعة 27 إلى التساؤل عن أسباب هذا السلوك، وعما إذا كان سيتحول إلى عادة مستحكمة للبارونيسا، خاصة و أنها حتى أمس أضربت عن السفر إلى هايتي للوقوف عن كثب على الأضرار والخسائر المادية و البشرية التي خلفها الزلزال الذي ضربه في الشهور القليلة الماضية. عادة ما يقال، إذا ظهر السبب بطل العجب، لكن أحيانا يكون السبب أعجب من العجب نفسه، فقد كشفت الصحافة أن غياب أشطون عن القمة مع المغرب لا يعود إلى مواقف أو ردود فعل سياسية ضد الحكومة المغربية، بل إلى الرغبة الأكيدة للبارونيسا، و التي هي من ناحية أخرى رغبة إنسانية عميقة، في قضاء نهايات الأسبوع رفقة أسرتها في بيتها اللندني، و أن عبارة "لدي أشياء أخرى أقوم بها"، لا تزيد عن أن تكون أشياء أسرتها الخاصة. و هو ما يفسر فراغ أجندتها لنهاية الأسبوع من أي نشاط رسمي. و يظهر أن الدبلوماسية الإسبانية قد استطاعت تفهم الرغبة الإنسانية للمسؤولة السامية و رفضها التضحية بحياتها الشخصية لأجل الخدمة العامة، فقد خرج وزير الخارجية الإسباني ميغال أنخل موراتينوس للدفاع عنها، و نوه بجهودها، ومؤكدا أن المؤسسات تشتغل بصفة جيدة، و أن المسؤولة عن العلاقات الخارجية في الإتحاد الأوروبي تستحق كل الدعم.