دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المنظمات الدولية ودول العالم الإسلامي إلى التعاون من أجل إنهاء الظلم الذي يتعرض له مسلمو الروهنغا في إقليم أراكان غربي ميانمار، من خلال تقديم كافة الإمكانات المتاحة. جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا، التي انطلقت أعمالها في العاصمة الكازاخية أستانة بمشاركة رفيعة المستوى، اليوم الأحد، وتستمر على مدى يومين. وأشار أردوغان إلى أن بلاده تريد أن تتعاون مع الحكومتين البنغالية والميانمارية للحيلولة دون تفاقم المأساة الإنسانية التي تعيشها المنطقة منذ أكثر من أسبوعين. وأضاف: "أبلغنا سلطات بنغلاديش أننا ننتظر منها تقديم التسهيلات اللازمة للمسلمين اللاجئين إلى أراضيها هربًا من الاضطهاد والمجازر، فضلًا عن أننا اقترحنا تقديم المساعدات لها في هذا الخصوص". ومنذ 25 غشت، يرتكب جيش ميانمار إبادة جماعية ضد المسلمين الروهنغيا في إقليم أراكان. ولا تتوفر إحصائية واضحة بشأن ضحايا تلك الإبادة، لكن الناشط الحقوقي بأراكان عمران الأراكاني، قال في تصريحات للأناضول، إنهم رصدوا 7 آلاف و354 قتيلًا، و6 آلاف و541 جريحا من الروهنغيا منذ بداية حملة الإبادة الأخيرة وحتى الأربعاء (6 شتنبر الجاري). وأمس السبت، قدّرت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، عدد الروهنغيا الفارّين من أراكان إلى بنغلاديش منذ اندلاع أعمال العنف بنحو 290 ألف شخص. وحول مستجدات الأحداث في مدينة القدس والمسجد الأقصى بفلسطين، قال أردوغان: "لا يمكننا السماح بإهمال قدسية قبلتنا الأولى القدس والحرم الشريف". ومخاطبًا قادة الدول الإسلامية، قال الرئيس التركي: "علينا أن نتخذ موقفًا أكثر حزمًا من أجل الحد من الإساءات والاستفزازات الموجهة للمسجد الأقصى". وأشار أردوغان إلى أن الحضارة الإسلامية هي حضارة تعلّم من المهد إلى اللحد، توصي في جوهرها بزيادة المعرفة ونهل العلم، وأن هذه الحضارة قد بدأت بالتراجع بعد ابتعاد المسلمين عن القراءة والبحث في العلوم. ولفت أن 55 بالمئة من سكان العالم الإسلامي اليوم، لا يعرفون حتى القراءة أو الكتابة، مشيرًا أنه في الوقت الذي تخصص فيه بلدان منظمة التعاون والتنمية نحو 5.2 بالمئة من مدخولها الوطني للتعليم، فإن هذا المعدل لا يصل إلى 1 في المئة ببلدان العالم الإسلامي. وشدد أردوغان على أهمية شغل موقع ريادي في قطاع إنتاج المعرفة وتكنولوجيا المعلومات وتحسين العمل فيه، بهدف الحفاظ على الثروات والموارد البشرية للعالم الإسلامي.